"لا يمكنك أن تُنقب عن السعادة و أنت محمل بذكريات الألم فوق ظهرك"
____________________________________
في جناح القصر الغارق في الظلام كان ذلك الجسد الصغير المكور داخل الملاءات يَغطّ في نوم عميق ، أنفاسه منتظمة و ذهنه خالٍ يسبح داخل اللامكان ، داخل فضاء شاسع مظلم.
وسط ذلك الجو الساكن صدح صوت إنفجار عالٍ ، صوت دوي غريب مخيف جعله ينتفض بفزع من مكانه ليغدو واقفا فوق سريره بأعين جاحظة تكاد تخرج من مكانها رعبا.
نبض قلبِه أحس به داخل حنجرته ، صدره يعلو و ينخفض بسرعة غير طبيعية يحاول التركيز فيما حصل توا وما سيحصل بعد لحظات.
لم يستوعب حتى إن كان هذا حلما أو حقيقة ، لم يستطع تخمين موقعه في تلك اللحظة أو الزمن الحالي غير أن ضوء القمر المتسرب من الشرفة هو ما جعله يركب الأحجية.
نظر بجانبه للمنبه المتموضع على المنضدة مؤكدا لأعينه الزرقاء تلك أن الساعة قد تخطت منتصف الليل و ذلك ضوء القمر بالفعل.
ضَجَّ القصر مرة أخرى بأصوات غريبة كانت أشبه بصراخ بعيد جعل أطرافه ترتعش بخوف مجددًا لأنه الآن قد تأكد مرة أخرى أنا كل هذا ليس حلما و أن ذلك الإنفجار الغريب كان حقيقة.
إنفجار داخل قصر غوستافيو.
إمتلأت أعينه بمياهها الحارقة تعكس زرقتهما ، فرك يديه بتوتر يبتلع ريقه لعله يخفف ذلك الشعور اللاذع داخل حلقه ، شعور الخوف و الوحدة.
أبعد الغطاء جانبًا و بمجرد أن لامست أقدامه الأرض الباردة سرت رعشة على طول عموده الفقري عندما إنتشر صوت إرتطام شيء ما خارجا.
" أغوسـ... ، أغوست أهذا أنت ؟" ببحة و غصة داخل حلقه نطق كلماته بصعوبة يكافح كي لا يسقط بشلل في أطرافه.
فقط هدوء و سكينة بدت له مرعبة ، لا رد و لا حتى حركة كالتي حصلت قبل برهة.
مشى بأقدام حافية بخطى وئيدة خافتة يشق طريقه نحو الباب ، مد يده المرتجفة صوب المقبض و قبل أن يتحرك قيد أنملة سمع صوت ما خارجًا ، صوت شخصين فرز بينهما بسهولة.
كانت أصواتهما بعيدة و شبه مفهومة له لكن بعضها قد ترسخ داخل عقله.
" من أين لك هذا المسدس؟ أكنت تحاول الإنتحار؟ أيها الإيطالي اللعين من هؤلاء بالخارج؟"
" لن تتحرك من هنا لقد حذرتك ، لن أكرر ما قلته "
" من أنت حتى توجه أوامرك لي؟ أنا لست لوكا مساعدك ، ما الذي تخفيه؟ ما الذي حصل خارجا و لا تريد مني رؤيته ؟ "
" سأعود ، فقط تأكد أن لورنتين و دومينيك بأمان ، إستمع إلي مرة واحدة و لا تدع فضولك يأخذك إلى موتك"
أنت تقرأ
Protagonist | بطل الرواية
Romanceلم أكن يومًا فتاةً تمتلك نظرة عادية ..لطالما آمنت بفكرة أن العالم أكبر مما نتخيل وأن داخل كل شخص فينا عالم آخر.. كأننا مجرات متحركة كل منا له قصة بشخصياتها و حبكتها الرومنسية أو التراجيدية ، كل واحد منا بطل روايته الخاصة. لكنني وحدي التي لم تكن بطلة...