الفصل الرابع والعشرون: بين ثقلِ الحقيقة وعبءِ الكذب

38 2 78
                                    

.
.
.

كان جيهون بحضني بينما كنت أحاولُ أن أمنع ذلك النزيف لكن ملابسي قد تلطخت بالفعل

كنت خائفةً جدًا من أن يحصل أي شيءٍ له ولأنني لا أعلم سبب حدوث هذا فجأة

كنت أنظر إلى جيهون وإلى سوهو بينما كان يقود تارةً أخرى آملةً أن نصل بسرعة إلى المشفى
رفعتُ رأسي حتى أمسح بيدي دموعي لكنني تحسست يد جيهون وهو يضغط على يدي بينما كان يناظرني بأعين شبه مغلقة وكأنه يحاول طمأنتي

وضع يده على خدي برفقٍ شديد ثم نطق بصوت يكاد يُسمع

_أ...أنا بخير

~أ...أرجوك لا تُتعب نفسك
أوشكنا على الوصول

وما إن وصلنا اهتم الأطباء بجيهون بينما بقيتُ أنتظره في ردهة المشفى لكنني لم أكن أستطيع استيعاب أيّ شيء ممّا يحدث

جلست على الارض بينما كنت أمسحُ بيدي على شعري ولعلّ ما حدث الآن مجرد كابوس...

لم يمضِ الكثير من الوقت حتى أتت عائلتي وعائلة سوهو أيضًا
كان الجميع قلقا وخائفًا لكن وضعي ووضع سوهو كان مزريًا

وكيف لي أن أكون على طبيعتي بعدما تعلّقت بجيهون وقد أمضينا وقتًا جميلا سويّةً

كانت أمي تحاول جعلي أعود إلى وعيي بأن انهض من الأرض أو حتى أغسل وجهي لكنني لم أستطع بعد العودة إلى رُشدي

يوجين عزيزتي هل أنتِ بخير؟
تكلمي أرجوكِ
دعينا نذهب إلى الحمام حتى تغسلي وجهكِ بالماء البارد
سيفيدكِ ذلك

لم أستطع الإجابة بكلمةٍ واحدة
كنت أتبعها فقط ولأنّ أخي وأبي أيضًا كانا قلقَين من أن يحدث لي أي شيء حاولت جاهدةً أن أتمالك أعصابي

دخلت إلى الحمام بعد أن قامت أمي بغسل وجهي بالماءِ البارد وقد
شعرتُ بالخوف في كلّ مرة كنت أتذكر ما حدث

أخذتُ نفسًا عميقًا حينها ثم أجهشت بالبكاء كطفلةٍ صغيرة ولم أستطع التوقف

لم يكن هناك أيّ شيء يمنعني هذه المرة
ليس سببًا سخيفًا وليست مبالغةً مني وليس مجرد بكاءٍ عادي
الأمر مختلف هذه المرة
...مختلف كليًّا

كانت لا تزال أمي تمسك بي بينما كان يحاول جميع من حولي تهدئتي

رفعتُ رأسي ببطء حتى أرى ما إذا كان هناك أي خبر جديدٍ بخصوص حالة جيهون

صادفتُ سوهو حينها وهو جالسٌ بهدوءٍ مخيف

وبعدها لم يكف عقلي عن التفكير
أصوات وأصوات تعلو بينما كانت دقات قلبي تتسارع

ندبة| SCARحيث تعيش القصص. اكتشف الآن