الفصل الثالث عشَر: كيف حالُ قلبك؟

27 3 37
                                    

.
.
.

اليوم هو آخر يومٍ لي في هذا المكان وأخيراً

...ربما سأضطر إلى العودةِ إليه في يومٍ من الأيام، من يعلم؟

حزمتُ أمتعتي وارتديتُ ملابسي وقد كنتُ مستعداً للخروج ، فأنا اشتقتُ إلى منزلي، إلى الشركة والموظفين، اشتقتُ أن أقود سيارتي وأن أتنقل بحريةٍ بعيداً عن أجواء المشفى

وعلى مايبدو أنني لم أكن الوحيد الذي كان متحمساً، بل سوهو أيضاً

أعلم للغايةِ أنه قد اشتاق أن يراني أتجول في المنزل وأن نكون معاً  وأن يكتمل فرحنا بوجود الآخر

كانت أيامي التي قضيتها في المشفى صعبةً جداً علي، جعلتني مشتتاً وضائعاً وقد تغيرت الكثير من الأمور بالفعل...

بقائي هناك جعلني أعرف مدى وحدتي ومدى كره عائلتي الشديدِ لي بالرغم من أنني أحرصُ على عدم إزعاجهم بأي شيء

عائلتي لاتكرهني بسبب مرضي فقط....
عائلتي تكرهني لكوني جيهون، تكره تواجدي معهم

تكره تصرفاتي وكل شيءٍ متعلقٍ بي حتى بقائي على قيدِ الحياة

لطالما أردتُ أن أحسّن صورتي السيئة لدى عائلتي  فقد درستُ بجد وتحصلتُ على علاماتٍ عالية طوال مشواري الدراسي

وبالرغم من أنني تعثرتُ وتعبتُ جداً بسبب عدم قدرة تحمل جسدي لضغطِ الدراسة و لمشاكل عائلتي التي لاتنتهي

وكم من مرةٍ قد تعرضتُ لإرهاقٍ شديد وقد تسبب ذلك ببقائي في المشفى مراتٍ عديدة مما جعلني أُفوِّت دروسي الجامعية ، ورغم كل هذا إلا أنّني أحرزتُ تقدماً في دراستي

لكن جهودي ضاعت عندما صُدِمتُ بردة فعل عائلتي ولومهم المتكرر لي بسبب بقائي في المشفى

اضطررتُ لمراتٍ عديدة أن أخفي حقيقتي وحقيقة مرضي عن أصدقائي وعن زملائي في الجامعة

اضطررتُ أن أخفي تلك الندبة التي تحملُ جميع معاناتي وألمي

ولا زلتُ لحد الآن أخفيها عن الأنظار حتى لا يغادرني من هم أقرب منّي لمجرد أن أشاركهم ألمي...

لكن عائلتي ، سوهو وعائلته وأونجو هم فقط من يعلمون بذلك
ولا زلتُ أشعر بثقلي عليهم وأنه في كل مرة تسوء حالتي يزداد هذا الشعور بداخلي

كانت هذه أفكاري التي ترافقني دائماً
فأنا أتقاسم الألم مع نفسي

وبينما كان سوهو من يقودُ السيارة متجهاً نحو المنزل وبعد مدّة أشار لي بيده بأننا قد وصلنا

ندبة| SCARحيث تعيش القصص. اكتشف الآن