..
بعد مرور شهر ونصف على لقائهم الاخير عاد الاثنان للحياة المعتادة متظاهرين ان ذلك اللقاء لم يعيدهم لمشاعرهم السابقة التي تأقلموا على عدم وجودها منذ سنين مضت.
بعد لقائهم الاخير كان جيسونق قد ظن انه و بكل جدية قد تجاوز ماحدث بينه و بين مينهو.
ظن جيسونق انه بعلاقته بعشيقه الجديدة و بخطوبته فأنه يمكن له ان يكون أكثر سعادة و لكنه بكل حقيقة كان غير قادرا على ان يشعر بالسعادة ولو لمرة واحدة.
لم يكن جيسونق سعيدا بخطوبته و لكنه كان ينظر للأمر مثل عمله.. فهو لا يحب عمله كثيرا و لكنه يتمكن من الذهاب له و انجاز مايقدر عليه بدون ان يتذمر عن الأمر و علاقته كانت كذلك..فهو لا يمكنه ان يحب مجددا فلقد قرر انه لا يفترض به إتباع قلبه مجددا فالضرر الذي حدث له مع مينهو كان كافياً.
ظن جيسونق ان عشيقه رجل جيد وهو يمكن له المضي بتلك العلاقة بأقل الاضرار على نفسه و ايضاً يمكن له اخيرا ان يكون مع شخص قد ترضى عائلته به.
لكن كل شي بالطبع كان مختلفاً.
عشيقه الجديد جو ، لم يكن يمسك به كما كان مينهو يفعل.
لم يكن يعاشره كما كان مينهو يفعل.
لم يكن يقبله كما كان مينهو يفعل.
لم يكن يتصرف بذلك اللطف و الرقة التي كان مينهو يعامله بها.
لم يكن يثق به كما كان مينهو يفعل.
و الاهم من ذلك كان جو دوما يعجله على ان يحظى بأموال عائلته و على ان يعملان معا و يشتركان بالاموال بعد زواجهم و ذلك شيئا لم يكن مينهو ليطلبه منه.
لقد كان هناك شيئا مفقود بعلاقته مع جو وهو يدرك ذلك.
اللقاء الاخير مع مينهو دمره تماما و جعله يعود لمنزله مشتتا و مرهقا و كئيبا و مع ذلك هو لم يجد المواساة الكافية مع جو الذي لم يلاحظ حتى ان خطيبه كان يمر بيوم صعب.
اما بتلك الاثناء كان مينهو قد عاد لبوسان و تأقلم على حياته المعتادة و لم يظهر لهيوك شريك سكنه ضعفه او انزعاجه من الذهاب للعاصمة.
لقد كان مينهو دوما يلوم نفسه على حدوث الأمر بأكمله و لهذا فأنه فقط يتجاوز الامر لان غضبه دوما ما كان على نفسه و لم يكن على جيسونق او اي شخص اخر.
كان مينهو يستلقي على السرير في المساء و يحدق بالسقف بصمت.
"أنت لم تذهب للنوم؟"قال هيوك
"كلا."
"هل تريد الذهاب لمتابعة المباراة غدا؟"
"كلا شكرا لك."قال مينهو و بالحقيقة شعر بمشاعر مؤلمة حيال الأمر لانه تذكر جيسونق الذي كان يحب كرة القدم.