أُغُسطُس ٢٠١٤
كُوريَا الجَنُوبِيَّة|سيول
البُكاءُ أَصبَحَ رَفِيقًا لَهُ فِي الآوِنَة الأَخِيرَة، فَتِلك الطَرِيقَة الوَحِيدَة لِمُواساةِ آلامِه.
الغُصَّةُ التِي تُلازِمُ حَلقَه مُؤَخَّرًا كَانَتْ تُوجِعُه وتُرهِقُ تَنَفُّسَه.
هُوَ فَقَط بَكَى أَكثَر، مُتَخَلِّيًا عَن مُحَاوَلاتِه فِي إخراج أَيِّ صَوت، يَكتَفِي بِالشَهَقات اللامُنتَظِمَة التِي تَصدُرُ مِنه.
هُوَ انكَمَشَ علَى ذاتِه، يُحاوِلُ احتِضان جَسَدِه بِيَدَيه الضَئِيلَتَين، لَعَلَّ هَذا يَبعَثُ القَلِيل مِن الأمان داخِلَه.
حَاوَلَ سَترَ جَسَدِه العارِي قَدرَ استِطاعَتِه، لَكِنَّ الأمر فقط يُؤلِمُه.
هُوَ استَرَقَ النَظَرَ عَبرَ شُرفَة غُرفَتِه، لِيَرَى خُيُوط شُرُوق الشَمس الأُولَى، حِينها هُوَ تَوَقَّفَ عَن البُكَاء.
ابتَسَمَ بِأَلَمٍ مُتَذَكِّرًا والِدَتَه.
آهٍ لَو كَانَت هُنا!
كَانَ سَيَجِدُ مَن يَلجَأُ إلَيه عِندَما يُقاسِي بَشاعَة العالَم كَما الآن، كَانَ سَيُرِيحُ رَأسَه علَى أَقدامِها ويَترُكُها تَعبَثُ بِخُصُلات شَعرِه مِثل الأَيَّام الخَوالِي.
لَكِن كُلُّ شَيءٍ بَاتَ ذِكرَى عابِرَة، مَشاهِدٌ يَقتاتُ علَيها كُلَّما هَانَت علَيه رُوحُه.
هُوَ تَنَهَّدَ واستَقَامَ بِبُطء، لَكِنَّ آهَةً هَرِبَت مِنهُ تُوحِي بِمَدَى الضَرَر الذِي أُلحِقَ بِجَسَدِه.
بَحَثَ عَن هاتِفِه ثُمَّ فَتَحَه، لِيَجِدَ أنَّ هُنَاكَ رِسالَةٌ جَدِيدَة مِن والِدِه مَفَادُهَا:
- شُكرًا لَكَ "أُويُونغ" علَى مَجهُودَاتِكَ اليَوم، سَأَشتَرِي لَكَ طَعامًا شَهِيًّا.
أنت تقرأ
Dementia||اِخْـتِلَالٌ
Romanceتَنَفَّس! خُذ أَنفاسَكَ بِقُوَّةٍ واحيَا. تَنَفَّس! فَقَد تَحَرَّرَ عَقلُكَ أَخِيرًا. اتَّخِذ حَذَرَكَ وكُن فَطِنًا لِمَا يُحِيطُك، فَبِالكَاد استَطَعتَ النَجاةَ مِن هَلاكِك. كُن مُتَيَقِّظًا لِمَن تَسَبَّبَ لَك بِاختِلالِك، وأَرِهِم نَتائِجَ أَفعال...