اسير عدوي(الجزء الثاني)

6 0 0
                                    

الجد: بدأ كل شيئ في العصر الادواردي في عام 1902م كان  والد جدي  الذي يدعى البرت حينها في رعيان شبابه كان من أغنى اغنياء البلد كان يعيش في قصر  الى جانب من هم مثله من الاثرياء ذاخل مدينة لندن منذ طفولته وهو يشفق على من يراهم في الطرقات دون مأوى ويخاف مكانهم اكثر منهم ،في كل مرة يرى متسولا او احد نائما على الطريق يجهش بالبكاء وكأنه رأى أحدهم يتم ذبحه أمام عينيه كبر وكبرت هذه الفوبيا معه الى حين وصل لعشرينياته واستقل بذاته وبثروته الهائلة فقرر أن يجمع هؤلاء المشردين تحت تذبيره فكان اول شيئ فعله هو انه انتقل من قصره الى قصر في ريف لندن حيت كان قد امر ببنائه منذ سنة .
قاطعت انستازيا جدها فجأة قائلة:مهلا !!!!تقول ان هذا الرجل البرت هو احد أجدادنا وتقول انه تم بناء قصر في ريف لندن لأجله .
الجد :اجل.
انستازيا :هل نحن نجلس الان في قصره!!!!!!!!!!!
الجد بضحكة متعالية:اجل يا ابنتي نحن في قصره الذي أصبح بيتنا انا وجدتك.
انستازيا واضعة يدها على قلبها:اووو أكاد افقد وعيي .
الجدة  بضحك:لا تفعلي نحن لا نزال في بداية
القصة.
اكمل الجد قائلا :كما قلت انتقل لقصر في الريف وبدأ في بناء بيوت صغيرة عديدة لم يفهم البنائون شيئا وهو كذلك كان متكتما جدا استمر في البناء الى ان وصل الأمر للحكومة ووصل بعدها للملك البريطاني ادوارد .
استفسر الدولة البرت عن سبب كل هذا اشرح لهم السبب فكان قرار الحكومة له ان تركته يفعل ما يفعل  لانها وحسب ما أخبرهم هذا الشاب الثري انه ينوي على فعل كريم فتركته وشؤونه مع مراقبتهم لكل ما يقوم به وبعد حوالي سنتين انتهى من بناء العديد من البيوت والمآوي الصغيرة وأمر سائقيه بأخد كل ما يمتلكه من عربات وجمع المشردين في الطرقات بلندن بعد انتهاء السائقين من عملهم وجلب كل من هم في حالة يرثى لها استقبلهم البرت ونظمهم بنفسه في بعض البيوت التي بناها فشكروه حتى جف ريقهم من الثناء والشكر له.
فنام البرت تلك الليلة راض عما فعله وكأنه شفى حوالي 10%من الخوف على هؤلاء المساكين.
مرت سنتان وفي عام 1906م كان والد جدي قد وسع مبانيه وضم جميع مشردي دولة بريطانيا وانتشرت وفتح مشاريع غير أعماله التي هو فيها وجعل الناس موضفين له ليضمنو عيشهم فشتاحت أخباره في كل أنحاء العالم, وفي احد الايام حيث كان البرت العشريني يجول بحصانه قرب قصره يشاهد مدينته الصغيرة وناسها الذين يعملون بجد ويعيشون كباقي البشر بعد ان كانو مرميين على الطرقات التقى بفتاة تزرع شجرة قرب قصره ولم تكن المرة الأولى لها فقد كان دائما يلاحظها وهي تعتني بنبة او شجرة مختلفة في المكان نفسه الى ان جعلت من المكان حديقة جميلة اقترب البرت بحياته منها ونزل قطف وردة من الشجرة التي كانت تسقيها فتفاجئت وقالت: من انت وما الذي إذن لك بهذا .

قال: لا تقلقي أيتها الشقراء انها وردة واحدة من بين عشرات الورود في حديثك الصغيرة الجميلة .
الفتاة  :كان من الأفضل أن تطلب الأذن اولا .
البرت بابتسامة: حسنا أيتها السيدة الصغيرة انا أسف وسأعوض عن هذا .
الفتاة :لا بأس اعتذارك مقبول ولا أريد شيئا لا بأس بهذا.
البرت :ما اسمك ؟
الفتاة :ديانا.
البرت :اسم نبيل.
الفتاة :شكرا  وما اسمك انت؟
البرت :انا ادعى البرت.
الفتاة :جميل،لكن ما سبب أخذك في الحديث معي .
البرت انحنى الى ان وصل لمستوى وجهها حيت تنقص عنه طولا وقال :أيتها الحسناء اني الحظك كل يوم تمكثين بهذه الحديقة حتى ارتسم وجهك الحسن في ذاكرتي وما كان قصدي من قطفي للوردة سوى اختبارا مني لكي لأرى مدى حكمة تعاملك وعقليتك وقد اظهرتي لي انكي حسناء المظهر والعقل فهل يرق قلبكي لي وتقبليني زوجا لكي انني فقير جدا  وامكث ببيت من طين بعيييدا عن هنا وآتي الى تلك السهول لازرع بها ،ليس لدي صاحب ولا رفيق ، لا انيس ولا جليس، الوحدة اكلت روحي فهل تكونين مؤنستي،نظرت له ديانا بتعابير حزينة متعاطفة قائلة :أيها المسكين يبدو عليك اللطف والتقدير والطيبة ،اني اقبل بهذا فقط لكي تزيل همك لا بأس .
ابتسم الثري البرت ابتسامة جانبية مطيلا النظر .
استغربت ديانا وقالت :لماذا تبتسم فجأة ما بك ؟
البرت بصوت هادئ وهو مبتسم مع تناقض حاجبيه دالا على التعجب :يا لكي أيتها الملاك ناجحين في كل ما اخبركي به الان كذب لكنكي نجحتي في إثبات طيبة قلبك لي .
فجأة جر البرت يدها صاعدا بها لقصره الفاخر حتى وصلو للشرفة الكبيرة التي تطل على القرية الصغيرة، وهي منصدمة لا تفهم اي شيئ ،فجأة قال وهو يلوح بيديه :هذا من تأسيسي رغبة في الإصلاح وهذا الذي تمشين فوقه هو قصري ،هل تقبليني زوجا لكي؟
ذهبت ديانا شهقة توارت لأسماع الخدم ثم أردف :هل انت هو من يقولون انه ساعدنا ودبر لنا منازل ووضائف لنعيش؟
البرت :اجل.
ارتمت ديانا على كتفه باكية لا تكاد تستوعب ما جرى معها.

فجأة قاطعت انستازيا جدها الذي يروي الأحداث قائلة :اووو انبهر ان احد اجدادي كان رومنسيا كابطال الروايات العتيقة اهذا حلم!!!
يتبع......

اسير عدوي Where stories live. Discover now