اسير عدوي (الجزء الثامن)

1 0 0
                                    

بين عشية وضحاها وجد أوليفر نفسه أسيرا لدى عدوه يذوق اشد انواع العذاب كالتجويع لأيام والتعريض لوسائل تمنع عنه النوم حتى يكاد ان يجن وغيرها من المضايقات لكن كلما اشتدت  عليه المعاناة يتذكر انها عبارة عن تضحية لأجل والديه وقبيلة ابيه  .

ارسل بعض من الوزراء المحتالين رسالة لوالد أوليفر محتواها: " اهلا بالعظيم البرت صاحب قبيلة برمتها نحب أن نطلعك ان كل الأكاذيب التي يخبرك ابنك بها غير صحيحة وان ما حدث ذللك اليوم عند إرسالنا لأولئك الرجال عندكم كان بهدف أخذ ابنكم وحسب الان هو اسير لدينا لأجل تأذيبه بطريقتنا لكن لا تقلق لن نبالغ بأيذائه"
نزلت دمعة يأس على خد والده بينما اخدت الام تبكي بحرقة ،حار البرت حيرة لا مثيل لها في حياته بين ان يصدق ابنه ويكذبهم ام يصدقها ويكذب ابنه فهو لا يفهم هذه المؤامرة برمتها فماكان عليه الا ان يتحلى بالصبر الى ان تفرج.
  مرت الأعوام وكبر البرت في السن الى ان شاخ هو وزوجته ومع تلك الأعوام استقال رئيس الحكومة وبعض الوزراء من منصبهم لكنهم لم يتركوا أوليفر وكأنهم لم يشبعو من تعذيب ذللك الشاب الذي مرت عليه المعاناة طوال سنوات في تلك الغرفة المظلمة وحده مخافة أن يتم فضح ما كانو يعرفونه من احتيال ولكن خلال تلك السنوات نشر البرت بين افراد القبيلة التي تحت امره كل شيئ الى فهمت وله ما المؤامرة التي تحاك   فقام عدة شباب  منهم بتكريس وقتهم وجهودهم  بالتجسس على ذاك الرئيس السابق سجلو له عدة محادثات باستعمال الفونوغراف والتقاط عدة صور له وحاولو طباعتها ونشرها باي جهد مع ان هذه التقنيات كان صعبة المنال ونسبة نجاحها ضعيفة في ذللك الوقت من الزمن ،استغرق الأمر وقتا لتتمكن كل بريطانيا من معرفتها، لتنتشر بشكل كلي في  الاخير  فنهضت ثورة ضد رئيس الوزراء السابق وانقلبت الدولة ضده بعد معاناة في محاولة إيصال الحقيقة للدولة واقناعهم بصحتها  مع الحرص على عدم علم المشتبه به بأي شيئ كي لا يتخد اجراء يصعب الوصول له ومع الوقت انتشر الخبر في أماكن خارج بريطانيا الى ان اقتحمت الشرطة بيته  تحت صدمته وتوسلاته
، وهنا ذخل والد أوليفر مذعورا على ابنه يحاول البحث عنه الى ان وصل لغرفة مضلمة فتحها ليجد بضع شمعات تضيئ المكان بضوء باهت ليرى ابنه المسكين بثياب ممزقة رثة مشبعة بقطرات من الدم مطأطا رأسه لأسفل،
جثا العجوز البرت على ركبتيه مخافة أن يكون فلذة كبده ميتا ،اقترب منه بخطوات بطيئة ووضع يديه على رأسه قائلا: يا بني اني ارجوك ان تجيبني.
وفور ان رفع أوليفر رأسه بصعوبة مناظرا ولده بوجه ترهقه الهالات قائلا :ابي الازلت حيا ضننتك مت فلا يعرف بحالي احد.
حضنه والده  ببكاء قائلا :انا من يجب علي سؤالك انا ،انا من أنكرت تأويلاتك  واتهمتك  بالجنون يا بني انا من يجب أن يعذب مكانك كل سكان مجمعنا مدينون لك بحياتهم وانا مدين لك بكل ثانية من عمري  يا فلذة كبدي تبا لهؤلاء الظالمين الذي يستلمون مناصب لا تليق بهم تبا لهم .

وبعد كل تلك الضجة وصلت محاكمة كل المتورطين في هااذا الاعتداء وصادف ان القاضية هي شابة من المجمع السكني الخاص بالبرت فقررت تقديم أقصى جزاء لهم انتقام لمن كفلها وكفل اباها وجدها ،حكمت عليهم بالضرب بالاعمدة الحديدية حتى الموت أمام حشد من الناس .

اما عن أوليفر ووالده فقد عادا للقصر وفور الذخول نادى أوليفر والدته لا شعوريا لكنه لم يجد إجابة التفت الشاب عند والده قائلا :أبي أين امي ؟
نظر البرت للارض قائلا بعد تنهيدة عميقة :امك يا بني ماتت من الحزن عليك .
وقع الخبر وقوع الصاعقة على قلب الفتى فجثا على ركبتيه باكيا الى ان جفت دموعه دخل أوليفر في اكتئاب حاد بعد كل ما حدث له ،لكن الناس في الخارج سواء قبيلة والده او باقي سكان المملكة المتحدة كلهم راضون عنه بشكل غير طبيعي.
 
وفي احد الليالي الباردة والمثلجة أثناء تأمل هاذا البطل المضحي لوجه والده وهو نائم  سمع ضجيجا خارج القصر وكأن جموعا من الناس تدعو بإسمه
أخد اوليفر يعرج برجله التي تاذت من اثر التعذيب الى ان وصل لشرفة القصر فرأى مشهدا اشبه بالخيال رأى القبيلة التي تحت كفالة والده وبعضا من السكان المحليين وهم يحملون شنوعا يضيئون بها ليستطيعوا رؤيته وسط الظلام فتقدمت الفتاة القاضية التي حكمت على المعتدين بالضرب حتى الموت  فقررت الكلام نيابة عن الكل جميعا قائلة: مرحبا يا ابن البرت اديسون اود بالنيابة عن جميع البشر هنا تقديم شكر لن يستطيع الوفاء لك بكل ما فعلته لأجل نصرة ابويك وقبيلتهم انت فعلا شهم لتضحي بجسدك وتعرضه للاذى لأجل حماية اناس اخرين فعلت عملا كريما كوالدك الذي آوانا وأوى اباءنا فلولا ما قدمه لنا لما كنت الان قادرة على الدراسة لأصل إلى هذا المنصب الشريف واقسم انيي ساقيم العدل في هذه البلاد نود شكرك على التحمل لأجلنا كل هذه السنوات فعلت انت ووالدك ما لم تكونوا مضطرين له فقط لأجل حماية الآخرين  ،وكما قيل هذا الشبل من ذاك الأسد " ابتسم أوليفر ابتسامة بريئة بعد سماعه لكل هاذا الكلام المعبر عن التقدير ليشعر بيد تربت على كتفه فيكون والده الذي قال موجها كلامه للحشود:أني اعلن أن ابني سيغدو حاكما ومدبرا لأموركم ابتداء من الغذ.
فرح الحشد وعلت تصفيقاتهم وسط نور تلك الشموع المضيئة ، فمرت السنوات وخلالها تكلف اوليفر بشؤون أولئك القوم الى ان شاخ هو الآخر وتوفي بسكتة قلبية، فحزن على موته جل السكان وخلدو ذكراه لكن في فترة ابنه من بعده الذي هو أبي قامت تلك القبيلة بالتفرع والتفرق لينظمو للسكان المحليين البريطانيين ولم يقم ابي بالإشراف على التدبير كجدي الى ان اصبحت تلك القرية وكأنها لم تكن يوما لكن اسم عائلة أديسون لا يزال مخلدا ليومنا هاذا .

وهنا انتهى الجد من سرد هذه القصة العظيمة والشيقة ليجد انستازيا تناضر للفراع بذهول قائلة :وااو لا اصدق أن عائلتنا قامت بهاذا الفعل التاريخي ألهاذا كل من سمع لقبي يطيل النظر الي.
الجد :أن هذه الرواية على علم جل السكان يا ابنتي يتساردونها بينهم باستمرار وسبب تعجبهم عند رؤيتك او السماع بلقبك هو إدراكهم انكي من تلك السلالة يا ابنتي ،نهضت انستازيا من مجلسها تعبتا وقبلت رأس جديها وذهبت لمرقدها تفكر بالاحداث المشوقة التي قصها عليها جدها راغبة ومتمنية لو انها تعيش بذالك الزمن لتتمكن من رؤية البرت أوليفر.

النهاية.....
  

اسير عدوي Where stories live. Discover now