125

2 0 0
                                    

قد كان الكاتب يومًا يفرغ كل همّه في سطوره، يسكب كل ما في صدره من ضيق، فتغدو كلماته مرآة لما في قلبه. كان الحبر ملجأه، والورق وطنه الآمن الذي يطلق فيه آلامه. لكن اليوم، لم يعد الأمر كذلك. لقد أصبح صدره أضيق من أن يتسع للكلمات، وأثقل من أن يحتمل البوح.

الهموم تراكمت حتى أغلق عليه باب الحروف، فلم تعد يده قادرة على الكتابة ولا قلبه قادرًا على النطق. كأنما تراكمت الهموم حتى خنقت صوته الداخلي، فلم يعد يستطيع أن يبوح بما يحترق داخله. كان يكتب ليخفف عن روحه، ليواجه العواصف داخله، لكن الآن... ضاع منه حتى ذلك الملاذ.

إنه لا يخاف العواقب، بل فقد القدرة ذاتها على الحديث، على أن يجد الكلمات التي تعبر عن حجم ما يعانيه. يظل الصمت رفيقه، والضيق سيد قلبه، والهم أثقل مما يحتمل حتى الحرف.
🫠
*مريم الشهاوي*

روحٌ داكنة"خواطر مريم الشهاوي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن