في تلك الليله وبينما كان القمر محاقا لا يظهر منه شيء كان الآخر على مكتبه يكتب رسالة لصديقه والتي ستكون الأخيرة .
وجهه محمّر ودامي وعيونه قد اغرورقت بالدموع يداه ترتجف خوفا وأسنانه تسطك ببعضها البعض شعره مشعث وملابسه في حالة فوضى يكتب رساله لصديق عمره ولشريك حياته الاجتماعية والشخصية يكتب على ضوء خافت وبينما ينهي الرسالة
بتوقيعه...
نقطة....
سقطت دمعة من عينه ليطبع أثرها على الورقة البيضاء وكأن تلك الدمعة كسرت بوابة لسدِّ قديم وهطلت الدموع من عينيه العسلية التي تغرق في صلبة عينيه الدامية .
قام بطيّ الرسالة ووضعها على باب غرفة امه وقد ارسل اليها رسالة نصية عبر الهاتف بأن تسلمها لبييرو .
وأكمل طريقه خاجا من القصر بخطوات مهزوزة وتاركا ورائه رسالة محتواها
كان سبب تدميره.
..............................
صباحا توجه بييرو الى منزل ماتيو داخلا القصر مباشرة فهو يعد فرد من العائلة ولا يوجد أي رسميات معه .
إستقبلته ماريا وهي تخفي ذلك الظرف خلف ظهرها خائفة من القرار الذي اتخذه ابنها وتتمنى الا يضره بالرغم من انها لا تعرف فحوى الرسالة لكنها تعلم انه فيها مضرة له.
_أهلا عزيزي بييرو كيف الحال ، أليس من الغريب أن تبيت خارج المنزل ؟
_ لست بخير امي . اين ماتيو إذا ،أريد رؤيته حالا لم استطع النوم طوال الليل لسماع قراره.
_ ماتْ ليس هنا.
_ إذا هل الجواب خلف ظهرك
_ تعجبني سرعة بديهتك
_ أرجوك ماري لا تماطلي .
أعطني الرسالة فمستقبل كلينا يقع ما بين يديك في داخل الورقة.
سلمته الرساله بينما يداها ترتجف ليستلمها الآخر وعيونه الرماديه قد أصبحت حالكة لدرجة انك قد تظنها سوداء .
يداه غير مستقرة كمثل عقله المشوش يفتح الظرف بهدوء بينما دواخله تحترق يتمنى الا يجد ما يعتقده فتح الورقة وفي أقل من دقيقة بل بضع ثواني كانت عينيه قد فتحت على مصرعيها وقام بسند نفسه الى أقرب كرسي موجود لتسقط الورقة ارضا بينما هو يمسك رأسه ويخفي عينيه كي لا تظهر تلك الدموع المحبوسة .
أنت تقرأ
The way to your eye's light
Actionبدأت ملاحقتي لنور عينيها عندما إستنشقتُ أول نفسٍ لي خارج رحمك ... كان يحب العيون وخصوصاً عينيها.... لدرجة انه اقتلعهما من محجريهما ليحتفظ بهما دائما معه.... كلما كانت أكثر قتمة كلما كان أفضل لذلك أحب العيون البنية.. ماتيو فاغن _ مجنون العيون