150. الحقيقة القاسية، والمصير القاسي (3)
لم تظهرِ الإجابةُ على الفور. بدأ أن عينيه الحمراءَ المنخفضة تنظران إلى الأرض، ثم عادت لتلاقي عيني ملك الشياطين، لكن سرعان ما عادت للنظر إلى الأسفل.
بعد لحظة، خرجَ صوتٌ مبحوحٌ قليلًا.
"هل تعرف لماذا قامَ الدوق بهذا الفعل؟"
"......لا؟ كيفَ ليّ أن أعلمَ خفايا إنسانٍ عادي؟"
هل أدرك شيئًا ما؟ بدأت أعصابُ ملك الشياطين بالتوتر.
لحُسنِ الحظِّ، يبدو أنهُ كان مجرد سؤالٍ عابر، فقالَ 'أحقًا؟' ثم ألقى نظرةً سريعة، قبل أن يعاود رفعَ رأسه ليطرحَ سؤالًا يبدو أنهُ كان هدفه الأساسي.
"......بالسحر...ألا نستطيع إرجاعَ الزمن إلى الوراء؟"
"همم؟"
لم تفاجئهُ الإجابةُ غير المتوقعة سوى لحظة، ثم أدركَ ملك الشياطين نيةَ هذا السؤال، فرفعَ حاجبيه وكأنهُ يشعرُ بالأسى.
"السحر ليسَ كل شيء. هناكَ مجالاتٌ لا يُمكن الاقترابُ منها مهما كانت الحيل، ومن أبرزها إحياءُ الموتى وإرجاعَ الزمن إلى الوراء."
"......كما توقعتُ. لقد فهمتُ."
"......."
أوقفَ ملك الشياطين نفسه لحظةً عندما توقعَ رد فعلٍ قوي من ديون، فقد كان يتوقعُ سعالًا دمويًا أو نوبة، لكن تصرف ديون الهادئ والمتمهل جعلهُ يتراجع عن أستدعاء بن.
بدأ ديون غير مدركٍ لحالة ملك الشياطين، إذ استدار بهدوء نحو الباب. قبل أن يضع يده على المقبض، ألقى نظرةً أخيرة على ملك الشياطين.
"سأعود إلى عالم البشر لفترة قصيرة."
"......."
لم يكن هناكَ جوابٌ، بل صمتٌ محير، لكن ذلك كان كافيًا لـ ديون ليضع يده على المقبض.
أظهرَ ملك الشياطين ترددًا، لكنهُ لم يعترض، فكان ذلك بمثابة إذنٍ متأخر له.
.......
"سيدي ديمون!"
عندما فتحَ الباب، وجدَ بن في انتظاره. كان يتجول أمام الباب بقلق، وعندما رآه، أقبلَ نحوه بسرعةٍ ووجهه يعكس ملامحَ القلق. نظرته التي تفحص حالته كانت مليئةً بالقلق الواضح.