152. الحقيقة القاسية، والمصير القاسي (5)
لماذا هذا الطفلُ يتحدثُ بهذه القسوة؟
هل هذه هي آثارُ الحرب؟ يبدو أن الشتائمَ التي سمعتها هنا تفوقُ كلَّ ما سمعته منذُ ولادتي.......
تراجعَ دان مترددًا، ووجهه شاحبٌ.
"......هل ستكونُ بخيرٍ وحدك؟ يبدو أنك تائهٌ، وحتى أنك تتقيأُ الدمَ...."
"هل يجبُ أن أكررَ ذلك مرتين؟ سأقتلكَ حقًا...."
"آآآه، لقد فهمتُ. سأذهبُ، حقًا."
لكن قدميه لم تتحركا بسهولةٍ.
كم من الوقتٍ يستطيعُ طفلٌ في مثل هذا العمرِ الصمودَ في هذه الحرب؟
جسدهُ الصغيرُ والهشُّ، ومظهرهُ الذي يعكسُ معاناةً كبيرةً، كلُّ ذلك يجعله يبدو أكثرَ هشاشةً. بعد لحظةٍ من التردد، التفتَ دان نحو الطفلِ الذي يراقبه بقلقٍ، وقررَ أن يتحدثَ.
"هل...ما كنتَ تتقيأهُ هو بسببِ إصابةٍ أم حالةٍ صحيةٍ مزمنةٍ؟"
"أنتَ حقًا...!"
"إذا كانت حالةً مزمنةً، أنصحكَ بإخفائها."
"......."
"هل أنتَ مجردُ جنديَّ عادي؟ في المعاركِ بين الجنودِ العاديين، يتمُّ استهدافُ الأضعفِ أولًا."
أثناءَ التنقلِ، شهدتُ معركةً في إحدى الوديانِ من أعلى الجبل.
"من الأفضلِ أن تخفيَ الأمرَ بأي وسيلةٍ، سواء بابتلاعِ الدمِ أو بضغطِ قطعةِ قماشٍ في فمك."
"......"
* * *
سُمع صوتُ خطواتِ شخصٍ ينزلُ من الدرجِ في القصر.
رفعَ ليمبمبر نظره من مكانه في القاعةِ المركزية، فرأى ديون ودان الذي يتبعه. كانت الأجواءُ تبدو مرتبةً كما هو معتاد، وصوتُ العجوزِ المرح خرجَ ببطءٍ من حنجرته.
"هل ستغادرون؟"
"نعم."
"كنتُ أعتزمُ على تعليمه شيئًا عن شؤون القصر، لكنك تأخذ مني هذا الشخصَ الموهوب. لقد كبرتُ كثيرًا، ولا أعرفُ من أين سأجدَ بديلًا."