في الصباح ، استيقظ طارق قبل سارة و ذهب لتحضير وجبة الإفطار لها كترضية بعد ما حدث بالأمس. فجأة و هو في المطبخ سمع صرخة سارة فترك ما بيده و اتجه نحوها سريعا فوجدها منكمشة في الفراش ممسكة بدثارها و عيناها مفتوحتان رعبا عن آخرهما تحدق نحو أحد أركان الغرفة بفزع فسألها : مالك يا حبيبتي ؟ في إيه؟
أشارت نحو هذا الركن : ست كانت واقفة هنا، ست شكلها وحش قوي.
قال يجاريها : و بعدين
استرسلت : بتقولي امشوا من هنا احسنلكم
قال يحاول تهدئتها : طيب قومي يا حبيبتي معايا، أنا حضرتلك فطار عشان نفطر سوا
صرخت في وجهه : فطار إيه ؟ بقولك بتقولي امشوا من هنا أحسنلكم تقولي فطار ؟
يستمر في محاولاته : طيب بلاش فطار ، تعالي نخرج من الأوضة دي .
في هذا الوقت دق جرس الباب ليتحرك طارق يريد الخروج من الغرفة فتمسك سارة بملابسه قائلة : متسيبنيش لوحدي
قال يحاول الحفاظ على هدوئه : طب قومي تعالي معايا نشوف مين ع الباب
خرجا سويا و فتح طارق الباب ليجد أيوب أمامه يقول : صباح الخير يا طارق بيه ، انا جيت أطمن عليكم بعد اللي حصل امبارح .
أمسك طارق يد أيوب يجره إلى الداخل و هو يقول : جيت لقضاك يا عم أيوب ،انت تدخل تحكيلي الموضوع من طأطأ للسلام عليكم.
ولج أيوب ليحكي ما كان في هذه الشقة سابقا منذ عدة سنوات و عندما انتهى من حديثه قال طارق : منك لله يا عم أيوب ، و أنا كنت تاهم العمال في تكسير السيراميك و تهدير المونة و أتاري في موضوع تاني خالص.
بعد عدة سويعات، استطاع طارق أن يهدئ من روع سارة بعد أن وعدها أنه سبجد حلا لما رأته في الصباح. دق جرس الباب مرة أخرى و لكن كانوا أهل كل من سارة و طارق هذه المرة. لاحظ والد سارة ما حل بوجه ابنته من خوف و فزع غسألها : مالك يا بنتي وشك مصفر كده ليه؟
أجاب طارق : أبدا يا عمي ، ماهي زي القمر آهي.
انطلقت سارة إلى حضن أبيها لتبكي فيه فنظر الأخير نحو الزوج المغلوب على أمره بغضب و سأله : انت عملت فيها إيه يا طارق؟ مالها البنت؟
أقسم طارق : والله ما عملت حاجة خالص، أنا هاحكي لحضرتك.
اصطحب طارق سارة و والدها إلى غرفة الضيوف ليروي له ما صار منذ البارحة و حتى تلك اللحظة فما كان من الأب سوى أن قال لابنته : متخافيش يا بنتي ، يا ما بيوت فيها من الحاجات دي كتير و مفيش حاجة وحشة بتحصل لأهلها . انتو بس شغلوا سورة البقرة على طول في البيت.
ركهم الأهل مرة اخرى و نفذ طارق ما اقترح والد سارة فجعل سورة البقرة تتردد بين جنبات المنزل طوال الليل . استقر الوضع لعدة أيام بلا مشاكل او زيارات من تلك السيدة ، و في أحد الأيام كان طارق قد عاد إلى مواعيد عمله الرسمية تاركا سارة في الشقة وحيدة كع خوفها و لكنها لم تستطع فعل شيء سوى أن قالت في نفسها : أنا اشغل نفسي في شغل البيت بدل ما الخوف و القلق ياكلوني.
بدأت سارة في حملة تنظيف لجميع أرجاء المنزل لتبعد تفكيرها عن أي شيء آخر و اغلقت المذياع عن طريق الخطأ و الذي كام يصدح بسورة البقرة دائما كما نصحها والدها. كانت تعد طعام الغداء في نفس الوقت و ولجت إلى المطبخ فجأة لتجد ان النار قد نشبت في جزء من الموقد ففزعت و فرت نحو الخارج، تذكرت المذياع فأعادت تشغيله سريعا ثم نظرت من جانب باب المطبختتلصص فوجدت أن كل شيء على ما يرام و ان النار قد انطفأت من تلقاء نفسها.ركضت نحو هاتفها لتحدص طارق الذي كان مشغولا بين أوراق عمله فرد عليها باهتمام قليل قائلا : أيوة يا سارة ، خير ؟
روت له سارة ما صار في عجالة فتساءل : و دلوقتي الوضع كويس؟
ذهلت من سؤاله الذي لا ينم عن أي اهتمام بما حدث فصمتت هنيهة حتى ردد اسمها فردت تتعجب : دلوقتي مفيش حاجة بس بقولك المطبخ كان هيولع
قال مشغولا : طيب بس شغلي الراديو و إن شاء الله خير .
وافقت بيأس و أنهت المحادثة بهدوء .فتحت المذياع مرة أخرى و جلست مكانها لدقائق لم تغلم طالت أم قصرت حتى قالت : استعنت بالله...و نهضت لتكمل ما بدأته