في أحد اﻷيام ، كان طارق يسلم عم أيوب كيسا من القمامة كالعادة في نهاية اليوم فسمعا صراخا من الدور الذي يعلوهم فتساءل طارق عن شببه فقال أيوب : لا ده دكتور أيمن، دكتور نفساوي و بيحصل عنده كده كتير
قال طارق : يا ستار يا رب ، ربنا يعافينا.
شعرا فجأة بهواء ساخن يلفح وجهيهما فنظرا إلى بعضهما نظرة ذات مغزى و زم طارق شفتيه فاهما : اتوكل على الله يا عم أيوب ، شكلها الليلة بدأت بدري.
رد أيوب : ربنا معاكم يا بيه .
ما أن أغلق الباب حتى سمع صراخ سارة في دورة المياه ، فهي تدق الباب بتوتر و تصرخ بصوت عال فنظر طارق حوله في الفراغ قائلا : عملتي إيه تاني ؟
ركض نحو مصدر صوت سارة محاولا فتح الباب عدة مرات بلا طائل حتى قال بصوت تسمعه : سارة حبيبتي ، اهدي يا سارة أنا معاكي و هافتحلك الباب بس اوعديني تهدي و تتنفسي بالراحة .
سكنت سارة بعض الشيء ة هي ترد بلهاث : حاضر ، حاضر.
حاول طارق تحريك مقبض الباب بلا نتيجة فنظر حوله مرة أخرى و قال : طب إيه؟ مفيش فايدة؟
جاء في خاطره أن يقرأ آية الكرسي من سورة اليقرة فما أن أنهاها حتى استطاع فتح الباب بسهولة و أخرج سارة التي ما أن أمسك بيدها حتى سقطت مغشيا عليها لولا أن منعها طارق بذراعه الفتي و حملها حتى الفراش و سجاها عليه محاولا إفاقتها بالتمسيد على وجهها و كفيها حتى استجابت لمحاولاته و عادت لوعيها فقالت : عشان خاطري نمشي من هنا يا طارق ، وحياتي عندك.
احتضنها قائلا : نمشي نروح فين بس يا حبيبتي ؟ اهدي بس أنا معاكي آهو .
قالت وهي تبكي : يا طارق حرام عليك، افرض اتحبست في الحمام وانت مش موجود، كان مين اللي هيفتحلي ؟
قال يجاريها : ابقي سيبي الباب مفتوح
قالت بعصبية : طب بالذمة ده حل تقوله ؟
قال يهدئها : طب بس اهدي دلوقتي و بعدين نتفاهم .
ظل إلى جوارها يحاول تهدئتها بقراءة آيات من القرآن الكريم حتى هدأت و نامت فسحب ذراعه الذي كان يلفها من تحتها و دثرها جيدا و خرج إلى الصالة. جلس يفكر فيما حدث و في الحلول الممكنة فلا يجد حلا قابلا للتطبيق. قرر أن يهاتف صديقه حسام وهو على دراية بكل ما حدث مع طارق منذ بداية تملكه بهذه الشقة و حتى حينه، و بعد السلام...
طارق يتشبث بأي خيط يمكنه من حل مشكلته : فاكر الشيخ اللي حكيتلي عنه قبل كده؟
حسام : .......
طارق : طب أنا عايز يجيلنا البيت يمكن يقدر يعملنا حاجة
حسام : .......
طارق : تمام، و انا هستنى رسالتك اللي فيها تليفونه.
بعد عدة أيام ، زار الشيخ عبد الرحمن منزا طارق و سارة فقص له الأول ما كان منذ شرائه لهذه الشقة و حتى حينه فقال الشيخ : بسيطة بإذن الله. هاتول بس كباية مية لو سمحتم.
لبى له طارق طلبه فقال الشيخ : هنقرأ على الكباية دي آيات من القرآن الكريم و ربنا ييسر الخير.
أمسك الشيخ عبد الرحمن بالكوب في يمناه و ظل يقرأ همسا آيات من القرآن الكريم ثم نهض من مجلسه و ذهب إلى أركان المنزل ينثر فيها من هذا الماء و هو لا يزال يقرأ حتى انتهى و عاد إلى مقعده مرة أخرى و قال : الصراحة يا جماعة أنا مش عارف اللي عملناه ده هيجيب نتيجة ترضيكم و لا لأ، بس احنا بنتمنى من ربنا و نتعشم فيه الخير.
قال طارق و سارة في وقت واحد :يارب.
في هذا الوقت كان باب الشرفة مفتوحا فأغلق بقوة غير مبررة لا بهواء ولا بفعل فاعل من الحضور حتى قال الشيخ عبد الرحمن : بسم الله الحفيظ ، يارب سلم .
انكمشت سارة بجوار طارق تتمسك بملابسه كعادتها عند الخوف حتى قال الأخير : مفيش فايدة برده؟ طب نعمل إيه تاني ؟
تجسد كيان اسود امام الجميع يقول بصوت انثوي غليظ بعض الشيء : قلتلكم امشوا من هنا .
قال طارق باستجداء : نمشي نروح فين بس ؟ مالناش مكان غير هنا.
قال الكيان بغضب بصوت أعلى : امشوا من هنا.
قال الشيخ عبد الرحمن والذي كان أكثر الحضور ثباتا : السلام عليكم و رحمة الله. ممكن تقوليلنا نرضيكي ازاي أو محتاجة إيه نقدر نعملهولك ؟
يردد الكيان بغضب متصاعد الوتيرة : امشوا من هنا
قال الشيخ عبد الرحمن مرة أخرى : طب مين زعلك؟ اللي قتلك؟
أطلق هذا الكيان صرخة عالية كادت أن تصم آذان الحضور فاستمسكت سارة بملابس طارق اكثر و بدا صوت اصتكاك أسنانها جليا و ما كان من طارق سوى أنه يستعيذش بالله من الشيطان الرجيم مرارا و تكرارا.
استرسل الشيخ عبد الرحمن طيب مين قتلك و احنا نحاول نجيبلك حقك؟
تحول صوت الصراخ إلى بكاء يقترب من العويل و ران صمت ثقيل حتى رد الكيان : أيمن
قال طارق بسرعة : دكتور ايمن؟
قال الكيان مرة اخرى بغضب : أيمن.
استعاد الشيخ عبد الرحمن دفة الحديث و قال : طب انصرفي لحال سبيلك لا تاذينا ولا نأذيكي.
و ردد المعوذتين بصوت عال فأخذ هذا الكيان الأسود في الخفوت حتى اختفى تماما.