في اليوم التالي ، ذهب طارق لمقابلة الحاجة محسنة ، و بعد التحية دار بينهما الحوار التالي ...
طارق بهدوء : بقا يا حاجة محسنة أنا كنت عايز منك خدمة صغيرة .
قالت بنزق : خير ، أؤمرني.
استمر بهدوئه : عايز أعرف معلومات عن مريضة كانت بتروح لدكتور أيمن اسمها كريمة محمد الرفاعي .
عاجلته : يا ستار يا رب ، اجعل كلامنا خفيف عليها.
قال مسرعا : يبقا انت عارفة اللي حصل بقا
سكتت قليلا تفكر ثم قالت : أكيد عارفة ، بس دي أسرار مرضى
سكت بدوره ثم مد يده في جيب بنطاله ليخرج ظرفا صغيرا به بعض النقود يمده نحوها و هو يقول : بس أنا قلتلك إني هراضيكي ، اتفضلي حاجة كده صغيرة على قدي .
ترددت و هي تمد يدها لتأخذ الظرف : أيوة يا استاذ ، بس أصل ...
قاطعها : من غير أصل بقا ، أنا عايز أعرف كل تفصيلة عن كريمة محمد الرفاعي ، أرجوكي .
وضعت الظرف إلى جوارها على الأريكة ذات الطراز القديم ثم قالت : بقا يا أستاذ كل اللي أعرفه إن البنت اللي اسمها كريمة دي كانت بتحب دكتور أيمن و ده طبعا بعد ما كانت مجرد مريضة في الأول . حالتها كانت صعبة و كانت بتيجي للدكتور أحيانا من غير حجز و تفضل تعلي صوتها و تعمل مشاكل لغاية ما يوافق يدخلها بالرغم من الناس المنتظرة دورها . لغاية ما الدكتور أيمن اتغصب يخطبها .
قاطعها : اتغصب ؟ ازاي يعني ؟
استرسلت : في مرة جت و هي معيطة و مضروبة و فضلت معاهم في الأوضة لغاة ما تاخد المهدئ عشان تقدر تتكلم بهدوء .
قاطعها ثانية : معيطة و مضروبة ؟ ليه ؟
قالت بملل : ما تسيني أكمل يا أستاذ
اعتذر قائلا : حقك عليا ، أنا آسف . كملي .
أكملت : كريمة كانت من الحالات اللي دكتور أيمن كان بيفضل أكون موجودة معاه أثناء الكشف فيها ، فكنت دايما معاه عشان كده فهمت إن أهلها كانوا عايزين يغصبوا عليها تتجوز و هي رفضت و لما ضغطوا عليها قالتلهم إن في بينها و بين دكتور أيمن حكاية و إنهم بيحبوا بعض و إنه كمان واعدها بالجواز لغاية ما في يوم دخلت العيادة و معاها شوية رجالة لابسين لبس صعيدي و على وشهم غضب الله وأصروا يدخلوا سوا عند الدكتور و فهمت منه بعد ما مشيوا إنهم هددوه يا يخطب كريمة يا إما هيقتلوه و لما لقى نفسه محاصر بينهم وافق على موضوع الخطوبة دي غصب عنه و لما الفترة طولت و كان بيتحجج كل ما تطلب منه يكمل موضوع الجواز جت مرة تانية و هي مضروبة و تقريبا وشها متشلفط ع الآخر و إيدها كمان كانت مكسورة و لما الدكتور سألها إيه اللي جرى قالتله إن أهلها مستحلفينلهم هو و هي و إن هي قالتلهم إن حصل منه تجاوز معاها و إنها لازم تتجوزه هو و بس . و في يوم اترجته بكل شكل إنه ينزلها الشقة اللي هي قاعدة فيها لوحدها عشان بتدرس هنا لوحدها و لما وافق اتضح إنها عاملاله كمين مع أهلها و لما الدكتور فهم و اعترض و صوته علي واحد فيهم طلع مسدسه و ضرب نار على الدكتور لكن كريمة وقفت بينهم و الطلقة جت فيها هي فاتلموا عليه أهلها و ضربوه لما كسروه و سابوهم هما الاننين سايحين في دمهم و هربوا و لغاية دلوقتي هربانين و البوليس مش عارف يوصلهم لأن الدكتور حتى ماكانش يعرف أساميهم
استمر في صمته عدة دقائق بعد انتهائها ثم قال : يعني فعلا اتقتلت.
أكدت على كلامه : أيوة فعلا.
استدرك قائلا : عشان كده مش سايبانا في حالنا و مسودة عيشتنا في قلب الشقة
تعجبت محسنة : مسودة عيشتكم ازاي و هي ميتة و شبعانة موت ؟
اقترب منها هامسا :روحها يا حاجة محسنة ، روحها معانا في الشقة و بتعمل حاجات تشيب .
قالت فزعة : يا ستار يا رب ، اجعل كلامنا خفيف عليهم .
شكر طارق محسنة بشدة و خرج من عندها و هو يفكر في كل ما روته له من أحداث و يفكر أيضا في طريقة تمكنه من التخلص من وجود روح كريمة في شقته فلم يأت بباله شيء أو شخص سوى الشيخ عبد الرحمن فهاتفه و روى له ما كان فما كان منه سوى أن قال : يبقا لازم روحها تسامح دكتور أيمن ولازم يكون موجود في وقت هي كمان موجودة فيه في الشقة .
تساءل طارق : و دي أعملها ازاي يا ربي بقا .يتبع