الفصل الخامس

36 17 3
                                    

مرحبا بكم يا رفاق  أنا كوتومارد'

أنا أسكن معك ، واحيانا بداخلك .. أنا الوهم ، انا الحقيقه التي تتوصل إليها بعد فقدانك كل شئ .. أنا لست كأي شئ  عرفته مسبقاً..

لا يعرفني الكثير ، ولكن عند حضوري تشعر وكأنها النهايه .. نهايه كل شئ .. من يصاب بي يشعر أنه ميت!..   نعم يا رفاق   يظن أن  جميع حواسه توقفت عن العمل .. ،   يظن أن قلبه توقف عن ضخ الدماء .. بالرغم من أنهم يتنفسون ولكن يظنو أن كل هذا مجرد كذبه !!  يظنون أنهم ليسوا علي قيد الحياه.. ليسو الا جثه هامدة ...

تكلم الرأس اثنان بتهكم :-
ماهي اعراضك يا هذا
فأخبره كبيرهم  بصوت ارتعد له الجالسين  :-
فلتصمت قليلا أو لاقتلك .. ، هذا تحذيري الاخير  ، وسمح له بالتحدث قائلا :ـ
أكمِل ...
اجاب كوتومارد :ـ
فلتحترس مني !!! ف أنا معقد ويصعب عليك فهمي ..  ، أنا لست مجرد فكره .. فقط تمهل .. ستكون بدايتي سيطره علي عقلك ..بعدها  جسدك  ، ثم تنعزل عن العالم المحيط بك ،  لن تستشعر حراره جسدك  ، وتظن أن جسدك مجرد جثه هامدة خاليه من الحياه ..، ستمتنع عن الطعام .. الشراب .. ينعزل عن العالم ويشعر بالغربه إذا تحدث  إليه أحدهم ..
فيظن أنهم اغبياء
" مابك يا هذا كيف تحادث شخص  بلا روح !!!!
كيف تراني من الأساس !!"

ولكن من يظن أن قصتي تنتهي عند هذا الحد ... ف انت مخطأ .. هذه بدايتي فقط ونهايتي حاسمه  ... وهي الموت لا محالة....
رفع رأسة ليري علي وجوههم الدهشه ليعود إلى التحدث مرة أخري قائلا
هذا ما توقعته أنتم لن تفهموني سأسرد لكم ما حدث ما أحد الأشخاص الذين عانوا بسببِ .
في مدينة صغيرة، بعيدًا عن ضجيج العالم، كانت تعيش "ليلى"، شابة في منتصف الثلاثينيات، كانت تعيش حياة هادئة وطبيعية، ولكن بعد حادث سيارة أليم نجا منه جسدها، تغيرت حياتها تمامًا. في البداية، كانت الأمور عادية. بضعة أشهر من التعافي الجسدي كانت كافية لتعود إلى حياتها اليومية، لكن شيئًا داخلها بدأ ينقلب، شيئًا لم تفهمه.

بدأت ليلى تشعر بأنها ليست على ما يرام. كانت تستيقظ في منتصف الليل وتتساءل: "هل ما زلت على قيد الحياة؟". كانت تشعر بأن جسدها قد توقف عن العمل، أن قلبها لم يعد ينبض، وأنها أصبحت مجرد قشرة خاوية.

في الأيام التالية، زاد إحساسها بالفراغ. بدأت ليلى تؤمن بأنها ماتت في الحادث. قالت لنفسها: "هذا العالم لم يعد يخصني، أنا مجرد شبح يتجول بين الأحياء". قررت أن تتجنب الناس، فلا فائدة من التحدث إليهم. لماذا؟ لأنها ميتة، والأموات لا يتحدثون.

عندما زارتها صديقتها المقربة، حاولت أن تقنعها بأنها على قيد الحياة، لكن ليلى أجابتها ببرود: "أنت لا تفهمين، أنا مت. روحي خرجت من جسدي ولم أعد موجودة. لا طعام، لا نوم، لا حاجة لأي شيء". وعندما استمرت صديقتها في محاولات إقناعها بالحقيقة، ازداد اعتقاد ليلى بأن كل من حولها يعيشون في وهم. كيف يمكنهم فهم موتها بينما هم غارقون في الحياة؟

مع مرور الوقت، بدأت ليلى تفقد اهتمامها بأي شيء يتعلق بالعالم المادي. توقفت عن الأكل، توقفت عن العناية بنفسها، وغرقت في أفكارها السوداوية. كانت تجلس في غرفتها المظلمة، تحدق في المرآة، لكنها لم ترَ شيئًا. كانت تقول: "حتى انعكاسي في المرآة لم يعد موجودًا، لقد محي تمامًا. هذا تأكيد على أنني لم أعد جزءًا من هذا العالم."

أخذت الأمور تتفاقم أكثر فأكثر، حتى وصلت إلى نقطة لم يعد فيها أي أمل. ليلى اعتقدت أن جسدها بدأ في التحلل. بدأت ترى نفسها بلا أطراف، بلا ملامح، مجرد ظل من الماضي. وفي لحظة من اللحظات، قررت أنه لا حاجة للاستمرار. لم يكن الانتحار قرارًا للهروب من الألم؛ بل كان، بالنسبة لها، الخطوة الطبيعية للتخلص من وهم الحياة التي لم تعد تؤمن بوجودها.

وفي صباح أحد الأيام، وجدتها صديقتها مستلقية في سريرها، جسدها بارد كما كانت تتصور. لكن هذه المرة، كانت الحقيقة مؤلمة. لقد رحلت ليلى بالفعل.

.....*~•*♡⁩*•~*.....

هذا العمل كُتب بقلم

ManarWael971
alaa6726
DaliaAhmed595

طريق بلا نهايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن