الفصل الثاني : طالبة جديدة

628 68 72
                                    

مرحبا ، أنا ميساكي ، هل تتذكرونني ؟ لقد مر عشر سنوات مذ أن استيقظت من الغيبوبة ، أي أنني الآن في السابعة عشر ، وكما تعلمون فقدت ذاكرتي عندما تعرضت لذلك الحادث ، كنت أتمنى استعادتها ، لكنني للأسف لم أستعيدها بعد ، وعلى الرغم من فقداني الذاكرة إلا أن والداي وأخي لم ينتبهوا للأمر ، يبدو أنني استطعت التأقلم سريعا .

في مدرسة راكوزان الثانوية العملاقة ، التي تتكون من ثلاث مباني ، متراصة على شكل مربع فقد إحدى ضلوعه ، المبنى يتكون من سبعة أدوار ، بها مساحات واسعة للملاعب ، وحديقة خلفية كبيرة بها عدد من أحواض الزهور ، موضوعة في أماكن متفرقة ، وأشجار عدة متناثرة ؛ لتعطي المكان مظهر جميل ، ورائحة خلابة ، توجهت إلى الصف مع المعلم ، دخل وقال بصوته الجهوري :

- هدوووووووء ، لدينا اليوم طالبة جديدة ، ستعرفكم بنفسها .

ثم أشار إلي لأدخل ، تقدمت الداخل بابتسامة جذابة ، لأسمع صفير الفتيان ، فأنا جميلة ودائما ما ألفت نظر الشبان ، وقفت بجانب المعلم وانحنيت للتحية ، ثم قلت :

- مرحبا ، أنا ميساكي كارلمان ، انتقلت من مدرسة سيكانغ في مدينة أوساكا ، أرجو منكم الاعتناء بي .

رفع طالب يده وقال :

- يا آنسة ، كيف أنت من أوساكا ولا تمتلكين لهجتهم ؟

- أنا من طوكيو في الأصل ، لكن انتقلت لأوساكا ؛ بسبب ظروف خاصة ، لسنة واحدة فقط ، ثم عدت مجددا إلى مسقط رأسي .

قال طالب آخر دون استئذان :

- إذن ، هل ترتدين عدسات لاصقة ؟ أم زرقة عينيك طبيعية ؟

نظرت له بسخرية ، ثم قلت بغرور مصطنع :

- بالطبع ، هذا جمال طبيعي .

ليضحك الجميع ، ويقول المعلم :

- هدووء ، ادخلي واجلسي في أي مقعد .

ثم غادر الصف ، نظرت إلى المقاعد الفارغة لأنتقي أحدها ، وجدت واحدا في آخر الصف بجانب النافذة ، رائع ، مكاني المفضل فارغ في هذه المدرسة أيضا ، فأنا منذ السنة الأولى في المرحلة الإعدادية وأنا أجلس في هذا المقعد ، توجهت إليه وجلست ؛ لأسمع بعض الهمهمات ، لكن لم أهتم عما يقال في الواقع ، بدأت أخرج أدواتي و....

- يا آنسة .

نظرت لمصدر الصوت ، كان فتى ذو بشرة برونزية ، شعره ينسدل على وجهه ، يمتلك عينين لامعتين جذابتين ، يبدو هادئا ، لا ، يبدو باردا ، أستطيع أن استشعر البرود من عينيه فقط ، نظرت له قليلا ، هو جذاب بكل ما تحمله الكلمة من معاني ، والغريب أنه يجلس على المقعد الذي بجانبي ، وأنا لم انتبه له ، أجبت ببرود :

- ماذا ؟

- لا تجلسي هنا .

- لِمَ ؟

مــن أنـــــــــــا ؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن