في قديم الزمان... يُحكى أن البشر و حُروُ البحر كانت تربطهم علاقة عداء، لم يكن هناك قول محدد حول سبب نشأتها و لكن الأكثر إنتشاراً والذي يتم تداوله بين الجميع أنه في ذات يوم... حينَ تعرفت فيه حورية بحر على شخص من طاقم سفينة ما...
رغم أنها كانت مدركة تماماً إلى عواقب أفعالها ولكنها إختارت أن ترمي خلف ظهرها الخطر الذي عرضت به نفسها... إستطاعت إيقاع هذا الشاب في غرامها بـ <الإغرائات> فهذا ما تبرع به هذه الكائنات أن تغري البشر حتى تستدرجهم إلي قاع المحيط، و حينها يختفي أثرهم تماماً ولا يُعرف هل تمَ قتلهم أم تحولوا إلى عُباد لهم و لكنها إستخدمتها لإيقاعه بحبها...
و في ليلة هادئة تقابلا خفية على شاطئ البحر، و لم يدرك كلاهما أن هدوء هذه الليلة قد يخلف عاصفة تخسف بهما... تفاجأَ من هجوم توابع القرصان بـ شباك أحاطت جسدها بالكامل تزامناً بتقييد هذا الشاب الذي حاول أن يدافع، إلا أن ما بيده حيلة سوا أن يشاهد إقتراب القبطان من الحورية خطوة تلو الأخرى...
《و ماذا حدثَ بعد ذلك!》
إستجمع العجوز الهواء في رئته ثم زفره يتذكر...
《حدقتُ إليها مذهولاً ممَ أراه،أحقاً حوريات البحر لها وجود في الحقيقة...هرعت بسحب سيفي من الغِمد و توجيهه نحوها حتى تعطي لي جواهرها الثمينة 》《و ماذا بعد؟》
《 أعطت لى اللؤلؤ إذا رأيتيه ستعمى عيناكِ من شدة بياضه و لمعانه و أيضاً جواهر آخرى كانت ترتديها نادرة 》
شهقت آريا لتخيلها شدة جمال هذا اللؤلؤ ولكن لم يدم هذا التخيل طويلاً حين باغتتها صفعة على مؤخرة رأسها من والدها
《آريا! لا تستمعي إلى هذا العجوز ذو المئتي عام》《لولا أنكَ حفيدي لقطعتُ رأسك و قدمتها إلى أسماك القرش الجائعة》
هتفت الصبية بحماس
《أنا أصدقك أيها القبطان الأعظم، قُل لي ماذا حدثَ عندما أنتجت تلكَ الحورية اللؤلؤ 》زمجر ديميتريوس غاضباً
《حان وقت نومكِ آريا، و أنت توقف عن إيهام الجميع بقص الحكايات عن هذه الكائنات الأسطورية》《أنت تقول هذا لأنكَ لم ترى حورية مثلما رأيت، و هذا بفعل ملك البحار السبع 》
لم يأبه القبطان ديميتريوس إل ما يقوله إلا أن الفتاة هي من ترددت كلماته في ذهنها حينما كانت تُسحب بواسطة والدها إلى مربيتها هيلين لتعيدها إلى المنزل بعدما قضت بعض الوقت مع والدها في الحانة التي يجلس بها فهذا اليوم الوحيد الذي ترى به والدها قبل أن يرجع إلى سفينته و مغامراته في المحيط...
أنت تقرأ
لحن البحار // Melody of the seas
Fantasy《 لقد كانَ مجرد لحن جميل داعب أذنيّ، لكن معناه الحقيقي كان أبعد مما تخيلت 》"آريا"