صرخت الفتاة مندهشة ممَ تراه عيناها
《حوريات البحر حقيقة! حوريات البحر حقيقة!》تهامس من يحاوطونها حول ما قالته للتو بينما تحدثَ أحدهم بثقة
《هذه الطفلة تهذي حتى تشتت عقلنا عنها و تهرب منا مجدداً》و بينما لم تهتم الصبية إليهم بل كانت منصته للحن الذي يُسحر عقلها من عذوبته...
فتحت حوريات البحر ذراعها أكثر متراجعة إلى الخلف مفسحة لها الطريق لتقفز و بالفعل قفزت الفتاة في البحر، و بقدراتها المحدودة على السباحة إستطاعت إخراج رأسها لتستنشق الهواء حين سُحبت فجأة إلى أسفل بفعل حوريات البحر....حاولت الفتاة الإفلات و لكن حوريات البحر إختفى بريقهن و تحول إلى هالة داكنة و وجههن تحول إلى أكثر وحشية بدلاً من الملامح الملائكية ، و يدهن الناعمة أصبحت مخالب مرعبة خنقت رقبة آريا بقوة في حين أنها كانت تعافر لكي تبعد يدهن فهي تختنق حتى الموت و بدأ لون بشرتها يتغير لإنحباس الدماء و إمتلاء رئتيها بالماء، لم يرق قلب حوريات البحر بل قبضت مخالبها أكثر حتى كادت أن تفصل رأس الفتاة عن جسدها.....
《و كان آخر ما رأت عيناي في تلك الذكرى هو دولفين أزرق قام بإنقاذي من يدهن و أوصلني إلى شاطئ ... كم أتمنى أن أشكر هذا الدولفين 》
أنهت آريا قراءة مذكراتها القديمة التي تعيد تكرار قرأتها و خاصةً هذا الجزء كل عام لأنه يصادف حدوثه في عيد مولدها...
دخلت المربية هيلين غرفتها تحمل كعكة و وضعتها على طاولة مستديرة تتوسط الغرفة
《هيا ألن تطفئي الشمعة؟ إنها الثانية عشر 》زفرت آريا الهواء متضايقة
《و لما أفعل ذلك و على أي حال أنا أفعل الأعمال الروتينية كل عام...لا يوجد شئ جديد يمكنني فعله في سن التاسعة عشر》لم تجد هيلين شيئاً لتجيب به آريا فهي حقاً قد سئمت من تكرار ماتفعله كل عام،
جلست هيلين على حافة السرير حينما فكرت في شئ لم تجربه آريا بعد... رسم ثغرها إبتسامة لطيفة آملة إلى آريا...
《و لما تفكرين هكذا هناك الكثير و الكثير لتفعليه، ما رأيك بتجربة شئ جديد مثل.... الغناء》فكرت آريا لثوانٍ ثم نهضت تنفض الفكرة من ذهنها
《الغناء! لا لا، لا أظن》《لما لا، لن تعرفي إن لم تجربي و خاصةً أن اسمكِ يحمل معني لحن ألن يكون هذا رائعاً! 》
جلست آريا تحت نافذتها المطلة على القمر و كأنها قد صادقت القمر تلجأ إليه حين تتخذ قرارتها...نبست آريا موافقة لرأي مربيتها
《 هذا صحيح! لما لا أجرب 》أغمضت أعينها و تحمحمت مهيئة ذاتها قبل حنجرتها و بدأت الغناء بإصدار نغمات أطربت أذني هيلين و سحرتها... كان المزيج بين غنائها و صدى الصوت يضفي على صوتها روعة وبينما إختتمت بإرتفاع نبرتها إنهالت هيلين بالتصفيق بحرارة
《كم إن هذا رائع! لم أسمع صوتاً خلاباً هكذا》
أنت تقرأ
لحن البحار // Melody of the seas
Fantasía《 لقد كانَ مجرد لحن جميل داعب أذنيّ، لكن معناه الحقيقي كان أبعد مما تخيلت 》"آريا"