طريق الاقحوان

622 47 27
                                    

ادور بنظري و استقر به على النافذة ..هناك نجمة تحاول الهروب في ساعة قبل بزوغ الفجر و بؤس يجتاحني من الليلة السابقه.اعتدل بجلستي حاملة جسدي المتورم و شيء من رائحة دمي و عرقي تشق السبيل الى انفاسي المتعبه.
اهمل كل هذا و استنفذ ما تبقى من قوتي ممسكة بدفتر الرسائل الصغير الذي كتبت فيه قبل ساعات رسالتي السادسه الى املي من الدنيا الى نفسي و ربما لرجل كنت اعشقه بينما اجالس انا رجلا اخر يقال عنه زوجي يجثوا برائحته الكريهه، يلفظ الانفاس بصعوبة حيث لا قوة لي على مساعدته و حيث اني استلذ بعذابه رغم المي. تتدلى اول خيوط الفجر من السماء لتذيب شيئا من الوجع السابق و تترنح الشمس على حافة النافذه تمد يدها الي بمستقيم ذهبي يصفع على وجهي و لأول مرة اشهد صباحا صامتا مجردا من كل شيء الا انيني...لا شيء يؤنس سكون الموتى هذا سوى صوت الذكريات القادم من الدفتر المعتصر بين اصابعي المتعرقه...
الشمس الان تعلن عن يوم جديد يحمل لي صوتا من بين انفاس الاقحوان و يهمس لي "هيا" احاول ان اتجاهل الموقف الدموي و افتح دفتر الرسائل و كأن صوتا في رأسي بعد كل رسالة يعود ليروي الحكاية من اولها
الرساله الاولى:-
(ذات مطر كان للحب طعم الجنون ، للعيون بريق في ازقة العشاق هناك حيث يمتد الفرح من عينيك مصافحا قلبي من وقتها وانا احبك، احبك لدرجة اني لا استطيع تركيب شكلا خاصا لهذا الحب و لا اجيد وضع حالة تخصه و لا يمكنني ان احصي عدد المرات التي مررت بها على رأسي و ابتسمت لك فظنوني مجنونة..نعم مجنونة تضع الفواصل بينها وبين الشوق و شدة على الغياب و ضمة في صدرك و نقطة بعد احبك لتنتهي بها كما بدأت بها هكذة فقط
احبك.)
... ليلة من اكتوبر هنا بدأت الحكايه

الحب صدفة يتعثر بها الجميع الا انا لم اتعثر بالحب انما تبعثرت به كل ما حدث بدأ بصدف صغيرة و مفاجآت قدر حين كنت اجهز للسنه الاولى للدراسه الجامعيه بينما نستعد للعودة الى بلدتنا القديمه تلك التي تركناها قبل اعوام طويلة لأجل عمل والد و كانت ستعود بنا الاقدار اليها من اجل دراستي لو لا ان والدي تعرض الى ازمة قلبية مفاجئه اودت بحياته ليغادرنا الى الابد. والدي الرجل الجبل الحنون كان رحيله نارا تشب بجسد امي و هي تركض بنيرانها خلف اخر انفاس والدي في المنزل تحبث في التفاصيل عنه ، عن رائحته و روحه حتى انها رفضت ترك المنزل و بقي امر دراستي معلقا رغم محاولات الاقناع والمواساة التي لم تجدي نفعا
و بما ان خالتي كانت تسكن هناك و قرب الجامعة التي كان من المقرر ان اباشر دراستي فيها فقد تقرر بناء على ذلك اني سأقيم مع عائلة خالتي لأجل الدراسه ليمضي العام بسلام لعل والدتي تغير رأيها في العام القادم. ذات مرة خاطبتني امي بعبارة لن انساها
_يا ورد ... ان الله لا يفرق الارواح المحبة وان تفرقت اجسادهم و انه حتما سيجمعها ويحتويها في اي مكان او زمان لو بعد حين.

طريق الاقحوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن