طريق الاقحوان

325 25 11
                                    

بقبل و دموع غادرت امي و بلدتي الى قدر لم تشي به خطوط يدي...نحب احيانا البدايات لانها مجهوله بمقدورنا ان نرسم ما شأنا من الامل و الصبر و الحب فيها
و ان المطب الذي نتعثر به دوما
المشاعر ...ثمة مشاعر لا يمكن الافصاح عنها ، قدرلها ان تتوارى بين الاضلع
مشاعر لا تفيها حروف اللغة و لا حركات الجسد للتعبير.. في الحقيقه اننا نصدق كذبة ان هناك من يفهمنا بالكامل و يتحسس ما نشعره فور وقوعه وان كان بعيدا..
و هناك الف حكاية تختبئ خلف اسوار المنازل لم يشعر بها احد.
كمنزل خالتي ، خالتي الطيبه العزيزة النفس التي واجهت منذ سنين طوال
اصعب ما يمكن لأم ان تواجهه.
ابنتها كبرت و نضجت بعيدا عن عينيها كان لخالتي تجربة زوجيه فاشله
دامت لثلاث سنوات بعد ان انجبت "نادين"
و كانت تحمل ب"عمر" انفصلت بعد ان عانت كثيرا و دار صراع وقتها حول حضانة نادين التي كانت لتكون من حق والدتها لولا ان والدها دبر مكيدة بعد ان مرضت نادين وقتها و ادخلت المشفى انتهز الفرصه و قدم دعوة قضائية بحجه ان والدتها تهملها فضمها الى حضانته و سافر بها لبلدة اخرى تاركا خلفه والدتها التي تبكيها و تحترق شوقا لضمها و تهذي بها. عندما انجبت عمر اعتنت به مثل عينها حتى بلغ اشده و اصبح رجلا يقارب الوصول الى منتصف العقد الثاني من عمره ، و على الرغم من بعد المسافه بين نادين و عمر و طول السنوات التي مرت هارعه الا ان علاقة عمر بنادين متوطده و مترابطه...... عمر ، الرجل الوسيم اللطيف الوقح في الوقت ذاته
كل فتاة تطيل النظر في عينيه تفتن به الا انا اخبره دوما انه كريه و يخبرني اني مغروره .... يرافقنا الشجار متى ما اجتمعنا في كل زمان و مكان
حتى في الشارع ، على اعتبار اننا نمضي الطريق الى الجامعة معا هو يدرس الفن التشكيلي و الحق انه مبدع وانا ادرس العلوم و اني لأحسده لانه في المرحلة الثالثه لم يتبق كثيرا بينه وبين انهاء الدراسه اما انا فمازالت امامي مدة طويله لانني لا ازال في السنة الاولى.. سنة يملؤها الملل و الحنين الى امي و ابي و بلدتي و منزلي.
ما من شخص يؤنس وحدتي و ضجري
سوى المتنزه بقرب المنزل و اشجاره الضخمه و زهور الاقحوان فيه
و صديقاتي و ملاذي و بيت اسراري
"آمنه و رشا" اللتان تقيمان معا لأجل الدراسه ، امضي الكثير من الوقت برفقتهم
و ربما كل الوقت و احيانا ابيت معهم و هذا ما يجعل عمر يتذمر و يعارض بالطبع اني لا اكترث له لكني اجده احيانا يتصرف هكذا حرصا و خوفا علي رغم انه احيانا يبالغ
مثلا في بداية ايام الدراسه كان يزورني بين الحين و الاخر و ذات صدفة كان هناك من يحاول انت يتعرض لي في الاثناء التي وصل بها عمر..ضربه على صدره ضربة قوية دفعته عني
-ابتعد عنها يا هذا.
احب في عمر رجولته الصارخه و غريزة الحمايه و الاحتواء لمن يحب .
-و ما شأنك بها
ضغط على اسانه و رمقه بنظرة حاده بينما كانت ذراعه تمتد لتدفعني برفق و هي تمتد حولي لأصبح خلف كتفه مختبئة وراء طول قامته
-انها تخصني
و بعد لحظة صمت استأنف
-اياك و التعرض لها و الا فضلت رأسك عن جسدك
ضحك الاخر ساخرا مما اثار غضب عمر اكثر
فلكمه على وجهه لكمة اسقطته ارضا ثم امسك معصمي و سحبني خلفه
-هيا
-عمر... معصمي ارجوك
افلته ببطئ و عاد ليحادثني بنبرة غضب
-كم مرة يجب ان اعلمك ان لا تسمحي لنماذج كهؤلاء بأعتراضك
-تعلمني!!! انا لست طفله
-بلى طفله
-لا تظن بأني سأنتهي و افقد الطريق ان تركتني اعود بمفردي
-اه حقا ! عودي بمفردك اذا اليوم
-و كل يوم
وسار كل منا بطريق.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 10, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

طريق الاقحوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن