من أول ما "نور" دخلت الحرم الجامعي، كانت حاسة بحماس ممزوج بخوف. الدنيا حوالينها كانت كبيرة أوي، وكل الناس كانت ماشية كأنهم عارفين هما رايحين فين. ورغم إنها كانت بتحاول تمشي وسطهم، إلا إن الوحدة كانت بتسحبها معاها.
----------
وهي بتدور على قاعتها، وقفت تسأل بنت شكلها طيب."معلش، تعرفي فين قاعة 204؟" قالتها نور وهي مترددة.
البنت ابتسمت لها بكل ود وقالت: "آه، أنا رايحة هناك برضه! أنا "ليلى"، وإنتِ؟"
نور ابتسمت وقالت: "نور."
ومع مرور الوقت، بدأت نور تحس إنها مرتاحة مع ليلى. في المحاضرة ما بطلتش ليلى تحكي وتضحك، وده خلّى نور تحس إنها مش لوحدها. بعد المحاضرة، قرروا يروحوا يتغدوا مع بعض، واتكلموا في كل حاجة. واكتشفوا إن عندهم حاجات كتير مشتركة، زي حب القراءة وحب الفن.
من اللحظة دي، نور حسّت إن الدنيا في الجامعة ممكن تبقى أحسن بكتير، وإن ليلى ممكن تكون صاحبتها اللي هتساعدها تعدي المرحلة دي.
--------------
على الناحية التانية، كان "ليث" بيعيش يوم مختلف تمامًا. ده كان أول يوم ليه في الشركة الجديدة، وكان مستعد يثبت نفسه. لبس بدلة شيك، وطلع على الشركة بدري الصبح.
أول ما دخل المبنى، حس بتوتر. الشركة كانت كبيرة والناس حواليه كلها متحمسة، وكل واحد فيهم شكله عارف هو بيعمل إيه. أول ما دخل المكتب، حس إن كل العيون عليه. كان عارف إن اليوم ده مش سهل، وكان لازم يثبت إنه قد التحدي.
في أول اجتماع ليه، قدم نفسه للكل وحاول يبهرهم بأفكاره الجديدة. ورغم إنه كان متوتر في الأول، لكن الكلام بدأ يخرج منه بثقة مع الوقت. قدر في الآخر يقنعهم إنه عنده حاجة مختلفة يضيفها للشركة.
لما الاجتماع خلص، "ليث" حس براحة كبيرة. دي كانت أول خطوة ليه في الحياة المهنية الجديدة، لكنه كان عارف إن المشوار لسه طويل.ليث كان حاسس إن اليوم ده هيكون مختلف. أول يوم في الشركة الجديدة، والشركة نفسها ليها سمعة كبيرة في السوق. أول ما دخل المكتب، كان الكل في حركة مستمرة، الموظفين بيروحوا وييجوا بسرعة، وكل واحد فيهم مركز في شغله. ليث كان متوتر، لكنه حاول يبان هادي وهو ماشي للمكتب بتاعه.
بعد شوية، وصله استدعاء من المدير. "معالي المدير عايز يشوفك في مكتبه."
"طيب، حاضر" قالها وهو بياخد نفس عميق. كان عارف إن اللحظة دي هي اللي هتحدد مستقبله في الشركة.
دخل مكتب المدير. رجل في منتصف العمر، شكله رسمي جداً، قاعد على مكتبه الكبير. أول ما شاف ليث، ابتسم وقال: "أهلاً بيك يا ليث، مبسوط إنك معانا."
ليث ابتسم وقال: "شكراً لحضرتك، دي فرصة كبيرة بالنسبة لي."
المدير شاور له يقعد، وبدأ الكلام: "بص يا ليث، إحنا عندنا مشروع جديد وكنت بدور على حد يكون عنده نظرة مختلفة، وحد يقدر يمسك المشروع ده من أول يوم. والاختيار وقع عليك."