الفصل الاول

292 23 8
                                    

                         
                                 “قبل العاصفة الثلجية"
“لن أعلن انهياري أنا مصاب بجنون الاستمرار رغما عن قساوة الطريق الموحش “
“أصيل”
“مقيد وحيد في مختبر يتلقى صعقات كهرباء تؤلم جسده لكنه لا يكترث لأنه مات في ذلك اليوم الذي قرر فيه اتباع قلبه “







“روسيا”

في  ديسمبر البارد خلال موسم احتفالات عيد الميلاد في بلاد الثلوج وبياض الأسطح وأنوف العرق الأبيض  الحمراء في روسيا الجامحة .
تنطلق من شقة  مجهولة صرخة ميلاد معلنة عن ولادة طفلة بين أصوات أجراس الكنيسة  تضع “آنا “مولودتها وحيدة بينما الأب” محمد “يواجه مسدس أخيها آرون الغير مكترث لشيء  كل ما يهمه القضاء على هذا الغريب الذي جاء بلادهم وتزوج أخته وخالفه وتحداه دون خوف هو الذي يخشاه الجميع وترتعش أقدام أقوى الرجال أمام حضرته .
آرون بغضب مدمر بعد أن حاصر مع رجاله المكان الذي يختبئ فيه محمد يضع مسدسه المدجج بالرصاص في جبهة الأسمر الذي ينظر إليه بكل ثقة ..
محمد :أنا لا أخشى الموت ولو خشيته من قبل لما خاطرت بالزواج من ابنتكم وأنا أعلم حقيقتكم وصعوبة الوضع لكن حين ينادي القلب لأجل الحب لن يستمع العقل ،فإن كان فيك ذرة رحمة أتركها تعيش بسلام واقتلني ان كنت تريد لكن دع عائلتي وشأنها .

آرون:لقد حذرتك أيها الغبي لكنك أردت أن يكون عمرك قصيرا ،ستموت في اليوم الذي ستصبح فيه أبا اعلم أنها على وشك الولادة لكنك لن تراه أو تلاعبه يا لها من قصة حزينة ،اما هي فحسابها بعد أن أحرق جثتك المقرفة .
وما إن ضغط على الزناد حتى تعالت أصوات رصاص في الخارج ليأتي أحد رجال آرون صارخاً”سيدي هناك مسلحون مجهولون يطلقون النار علينا “
آرون :اقضو عليهم سأكمل مهمتي وآتي .
وما إن أكمل جملته حتى دخل شاب ملثم بعيون عربية سوداء بيده مسدس يوجهه لآرون مهدداً”إما أن تبعد مسدسك عنه أو أقرأ على روحك السلام “ وفي لحظة خاطفة يوجه إليه آرون المسدس “ومن أنت أيها الوضيع حتى تهددني ؟”ليستغل محمد الفرصة بينما يحصل اشتباك في محاولة لإيجاد طريقة للهرب فهؤلاء الشبان الذين يشتبكون مع رجال آرون هم أصدقائه ومساعدوه جاؤوا بعد أن علمو أنه في خطر وعليه أن يهرب بعائلته خلال هذه الفوضى ،لكن من الواضح أن الفتى الملثم ليس ندا لهذا الجسور الذي يعتبر القتل هواية ،وما هي إلا لحظات حتى قضى عليه بطلقة في الصدر هذه الطلقة التي فتحت أبواب الجحيم أمام محمد لا مجال للهرب الآن سيقضي عليه هذا القناص فكيف لرجل أعزل أن يواجه آرون ورجاله .
يقف محمد أمام الموت مواجها جلاده في مسرحية من إخراج الحياة يوصيه بآنا والمولود على أمل أن يوقض شرارة رحمة في قلبه ليرحمهما.
ثواني ...رصاصة واحدة سقطت جثة الرجل الشاب بعد نطقه الشهادة تحت أنظار صاحب العيون الرمادية ذو القلب الأسود .
آرون :ارمو بجثته بعيداً او احرقوها لدي عمل سأبحث عن تلك المتمردة لأرسلها له ،عيب أن نفرق بينهما في الحياة وبعدها .
وانصرف بينما الرجال يشعلون النيران في تلك الجثث المقتولة وغادرو تاركين شرارات اللهب تحرق المكان واندلعت نيران كجهنم تأكل الأخضر واليابس .



العائد من الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن