“تشهد روحي أنك روحي ويشهد قلبي أنك فيه “
“مريم “
صحيح أنه المسافر لكني من شعر بالغربة في وطنه لم تعد الحياة جميلة كما كانت الليل طويل والشتاء بارد والوجوه مكشرة حتى أمه عابسة أحاول مواساتها لكن من يواسيني ؟كان آخر ما قلته له حين تشعر بالوحدة تذكر أن الله موجود وأن دعواتي سترافقك لكل مكان .
“أصيل”
أشعر أنني أقوم بالشيء الصحيح لأجل من أحب وبالشيء الخاطئ تجاه نفسي تغمرني الحيرة والصراع الداخلي ودعت أمي ومريم التي لم تنطق بحرف فقط اعطتني قلادة عليها آيات من سورة النور وكتاب قرآن صغير دقيق الحجم ،لا أعرف مالذي أصابني حين رأيتها بهذه الحال واليوم بعد وصولي أشعر أنني تركت نصف قلبي في الجزائر.
“ماريا “
وأخيراً إنها روسيا ما إن حطت قدماي عليها حتى شعرت بتدفق الادرينالين ،تركت أمي باكية لم تستطع منعي رغم التحذيرات والمخاطر التي قالت أني سأواجهها لم أخبرها بخططي الانتقامية لكن سأفعل ،اشعر هنا أني حرة وسافعل ما أريد .
“موسكو “
أخيراً نحن في روسيا وقصورها وبردها الجو خيالي فعلا كأننا في قصة خيالية .
حين وصلا إلى مطار موسكو تقدم منهما رجل يبدو عليه الاحترام وقال بعد أن رأى الورقة التي يحملانها مكتوب عليها اسم الجامعة “أنتما الدفعةالجديدة من الطلاب أهلا بكما في روسيا تبدين روسية يا آنسة وأنت أيها الشاب هل أنت عربي “
أصيل:أنا جزائري.
“مرحباً بكما وارجو أن تعجبكما الدراسة هنا والآن اتبعاني لاوصلكما الفندق التابع للجامعة “
ماريا :هذا لطف منك شكراً لك.
أصيل:بحذر:لكن لم تذكر الجامعة لنا هذا كل ما هناك أن مرافقها تفتح يوم غد .
“لا تقلق سيدي الصغير كل شيء على حسابنا “
ماريا :لماذا تشك في كل شيء ؟تحدثت بلهجة جزائرية كي لا يفهم الرجل .
أصيل: أنا مطلع على سياسة الجامعة لم يذكرو أن شخصا يستقبلنا وحتى أمر فندق خاص غير موجود علينا الحذر.
ماريا :لا تفسد متعتنا بشكوكك التي لا داعي لها .
وابتسمت للرجل وتبعته لم يكن من أصيل سوى أن يسير خلفهما رغم أنه ليس مرتاحاً.
أصيل:كان يجب أن نذهب إلى فندق قريب من وسط العاصمة ليكون قريباً من المرافق كي اشتري شريحة هاتفية والآن علي أن اطاوعها واتبع غريباً لا اعرف من هو .اتصال هاتفي:
ألو سيد ديميتري الدفعة الجديدة من الطلبة والمهاجرين قد وصلت لم يبق سوى أن تجمعهم في ذلك الفندق قبل بداية الخطة .
ديميتري:لا يهمني حدثني بعد الوصول لا تهمني هذه التفاصيل.
قادهم الرجل إلى حافلة فخمة سوداء دخلا وكان هناك الكثير من الشباب أكثرهم من جنوب أوروبا وشمال أفريقيا وآسيا لم تكترث ماريا لكن إحساس ما راود أصيل وأحس أن هناك أمرا لكن لم يخبرها كي لا تخاف ،وفي تلك اللحظات نزعت ماريا المعطف الواسع الذي كانت ترتديه ولبست الآخر الضيق ثم حملت مرآتها ووضعت أحمر شفاه فاقع اللون تحت نظرات المنصدم هناك .
أصيل:ما هذه الملابس يا غبية وما هذا على وجهك جننتي؟
ماريا :مابك؟ألست جميلة ؟
أصيل:إن لم تعودي لرشدك وترتدي معطفك الواسع وتمسحي هذا الهراء لن يحصل خير انا أحذرك ،أتبع بهمس: الجميع يحدقون بك إن لم تكفي عن هذا سأقتل أحدهم واكملك معه .
ماريا:يا لك من متخلف إننا في روسيا ولسنا في بلادك هنا افعل ما تشاء .
أصيل:الله هنا أيضاً حين أصل سأريكي التخلف على أصوله .
وجلس غاضباً كل من ينظر إليها يرمقه بنظرات تهديد حتى خاف منه الجميع .
إن الغيرة على الحب والعرض هي أشياء يلد بها الجزائري ويرضعها في الحليب ولا يفطم منها ولا يهتم بالتقدم الذي يدعونه فإن غابت عنه كرهه الرجال وبغضته النساء سواء في البلاد أو الغربة .
وصل الجميع أمام مبنى كبير جداً رافقهم الرجل إلى الداخل وأعطاهم موظف الاستقبال مفاتيح وارقام غرفهم المنفردة كانت صغيرة جداً وليس بها سوى سرير وطاولة تحت استغراب الجميع كيف لمكان فخم أن تكون به غرف كهذه لكن لم يهتمو فالتعب قد نال منهم .
أصيل:استريحي جيداً انا في هذه الغرفة ان احتجتي شيئا أخبريني اعتني بنفسك.
ماريا:لا تقلق إن احتجت شيئا سأطلب من الهاتف نحن في فندق .
أصيل:لا تثيري جنوني حتى تخرجي شبه عارية لعمال الفندق واقتلك وهم معك هل أثر عليكي الهواء البارد أرجو أن تعودي لصوابك قبل المساء احاول ان اكون لطيفاً لكن أن استمر الوضع سأستعمل القوة.
ماريا: حسنا إذهب .
“سأفعل ما يريد حتى اصل لهدفي ثم أرحل واتخلص منه “
أنت تقرأ
العائد من الجليد
Acción"رواية جبالي سوسن سوزان" في معترك الحياة يجد شاب نفسه في صدام دائم بين عقله وقلبه فيقوده الصراع إلى حرب وملحمة في أحداث فريدة. داخل مختبر يتلقى صعقات كهرباء تؤلم جسده لكنه لا يكترث لأنه مات في اليوم الذي قرر فيه اتباع قلبه. من الجزائر إلى روسيا مغام...