“سيخذلونك جميعهم أولهم ذلك الذي احترقت لأجله”أمام مرآة شبه مكسورة في المنزل البسيط نفسه يمشط أصيل خصل شعره السوداء التي تصل أكتافه يحدق بابتسامته المعهودة ككل صباح قبل الذهاب للثانوية ليس حبا في الدراسة لكن شوقاً لرؤية ماريا كالعادة والآن حين انتهى يخرج دون فطور بعد تلقي توبيخات من أمه.
“تلك الفتاة الساحرة أفسدت عقل إبني متى يفهم هذا الطائش أنها لا تهتم به”
وفي الشارع يلتقي صديقه ماهر في المكان المعتاد .
ماهر :أصيل ماهذه الأناقة تبدو كمشاهير التلفاز تماماً لن تلتفت الفتيات لنا في وجودك.
أصيل:انت تبالغ كثيراً،كما انني لا أهتم بالفتيات كما تعلم هناك واحدة فقط تحظى باهتمامي .
ماهر :مار......
لم ينهي اسمها كاملاً لأنه تلقى لكمة قوية على وجهه .
أصيل:الفظ اسمها مجدداً وسأريك .
ثم ذهب بغضب تاركاً الآخر في حيرة يقول في نفسه “كأنها تهتم به الجميع يعلم أنها لا تعيره أي انتباه تلك المغرورة ياله من مسكين ستحزنه كثيراً”
يكمل سيره محاولا كتم غضبه حين اقترب من منزل ماريا ليلمحها تخرج من الباب برفقة مريم تهينها وتوبخها كالعادة وسط صراخ يسمعه الجميع فراح إليهما مسرعاً يحاول أن يهدئ الوضع.
أصيل:ماهذا في الصباح الباكر ؟لما الصراخ والاهانات ؟
ماريا :لا تتدخل أيها الغبي بسببك صارت تتمادى لأنها تعلم أنك ستدافع عنها هل أنت محاميها ،لولا أمي وعطفها لكانت في الشوارع الآن لا تتدخل .
أصيل: بصراخ: هناك الكثير من الحيطان لتضربي رأسكي بها بذل إفراغ غضبك السخيف على الفتاة وعلي.
ثم أمسك يد مريم وغادر بسرعة تحت صدمة ماريا “كيف يتجاهلني سأريه ،أناالتي جعلت هذا الأحمق يرى نفسه علي “
تستغرب مريم تصرفات أصيل الغير مفهومة هو الذي أخبرها دوماً أنه معجب بماريا كثيراً منذ الطفولة لكنه يتشاجر معها كل يوم لنفس السبب.
مريم:لما فعلت هذا سيزداد الوضع سوءاً ألم تقل أنك معجب بها.
أصيل: أن تكون معجبا بشخص أو تكن له المشاعر لا يعني بالضرورة التغاضي عن أفعاله السيئة هل سأسمح لها بإهانة صديقتي المفضلة؟هذا ليس من الرجولة.
مريم:هذا بسببي أنا آسفة لو لم أكن موجودة لكانت علاقتكما رائعة.
أصيل:اخرسي سيسمعكي أحد،هذا ليس ذنبك على كل حال لكن يجب أن تتعلمي الدفاع عن نفسك ،جربي مغادرة منزلهم ابحثي عن عمل وتحرري من هذه القيود منهم ومن عمتك الكريهة .
مريم: هذا ليس سهلاً هل ستتحرر أنت من والدك ؟
أصيل:ربما ليس اليوم لكن يوماً ما سأوفر لأمي مكاناً افضل للعيش .
مريم:بضحكة شريرة:قبل هذا اعترف لماريا أولا أيها الجبان .
ثم هربت لأنها تعلم جيداً عصبية الفتى الذي تبعها بعد أن نزع حداءه راكضا به خلفها.“روسيا”
على صوت المنبه ينهض الشاب ديميتري بكل هدوء بوجه متعب كالعادة بعد أن قضى ليلة أخرى يرى فيها الكوابيس كوابيس لم تفارقه لسنوات عديدة ،ليتذكر ما حصل أمس حين تلقى خبر قبوله في أكاديمية النخبة وكهدية له احظر له جده ألكسندر مسدسا ورجلا ليرديه قتيلا ،كانت أول روح يزهقها الفتى صحيح أنه اعتاد رؤية الدماء والجثث لكنه ككل مرة يكره رائحة الموت التي تفوح من هذه العائلة المدمرة .
“رنين الهاتف”
ديميتري: الو جوزيف ماذا هناك؟
جوزيف: مرحباً ديميتري كيف حالك أنا في المختبر وكل الطاقم هنا وجدك أيضاً في انتظارك هناك دفعة جديدة من المعدات والرجال للتجربة عليهم لن نبدأ حتى تأتي الزعيم غاضب ان تاخرت سيقضي علي.
يغلق الخط في وجهه دون اكتراث “تبا لكم جميعاً”
بعد وقت قصير يصل للمكان الذي يتواجد فيه المختبر يركن سيارته ويتنهد قبل الخروج منها ،شريط الذكريات يتسلل إلى ذهنه عشرات الأبرياء ممن انتهت حياتهم هنا في سبيل تجارب يحقق بها جده غاياته ،رغم أن الأمر ليس من اهتماماته إلا أنه مجبر على خوض غمار هذا المخطط الذي لا يعلم نهايته فأن تكون حفيد الكسندر هذا يعتبر عدابا بحد ذاته.
أنت تقرأ
العائد من الجليد
Action"رواية جبالي سوسن سوزان" في معترك الحياة يجد شاب نفسه في صدام دائم بين عقله وقلبه فيقوده الصراع إلى حرب وملحمة في أحداث فريدة. داخل مختبر يتلقى صعقات كهرباء تؤلم جسده لكنه لا يكترث لأنه مات في اليوم الذي قرر فيه اتباع قلبه. من الجزائر إلى روسيا مغام...