الفصل الرابع

42 15 2
                                    


“أصيل “
“رفضتني أحلامي ،رفضني أبي ،وفريق الكرة ،وحبي الأول ،رغم أني لم اطلب المستحيل كل ما تمنيته كان عاديا رفضت كأني لم أسعى لشيء يوما “

تمت محاكمتي في بلاد غريبة ،حكمت في حكم أولي بالسجن المؤبد إلى أن تحين المحاكمة النهائية  اوقعت بلادي في أزمة دبلوماسية كل من رآني كرهني يقتادونني في حافلة مظلمة إلى أخطر سجن في أوروبا “الدلفين الأسود “ حين تقول الدلفين الأسود تقول الجليد كل شيء متجمد من سيخرج من هذا الجحيم البارد سيلقب بالراجع من الجليد فهل سأعود من الجليد زحفا أم تابوتا لا أحد يعرف   حول الحافلة عشرات السيارات من شرطة ومخابرات ،كأنني سأهرب لمكان ما أنا الذي لا يقوى حتى على التنفس بين ليلة وضحاها صرت عجوزاً ،توقفت الحافلة لا شك أننا وصلنا ،قيدو قدمي ببعض وكبلو يدي واغمضو عيوني وعصبوها لا أرى سوى الظلام ،اسمع همسات الحراس وصوت فتح الباب باب جحيمي ،رغم أن الجحيم كان عيونها وهي تنظر إلي بدون ذنب تقتادني إلى جلادي .
أنا الطائر الذي قص جناحه .
انا قاضي نفسي ومحاميها الذي حكمت بإعدامي .
جرحي ودمي أنزف وانا جلادي .
اصبحت شاعراً بل فيلسوفا إن لم اجن سأنتحر ولا شك ربي سامحني .
فتح الباب الذي يتوجه للزنزانات سمعت الحارس.
“السجين 101الزنزانة 68”
لا أرى شيء لكنه يقصدني أصبحت مجرد رقم يا أمي انا بعد أن اخترتي لي اجمل الاسماء وربيتني كي أصبح افضل الأبناء صرت مجرد رقم تبا ،ما أعجبني في الأمر أن رقمي 101لو كان 106لأحرقت السجن بمن فيه واريتهم العاصفة الثلجية على أصولها .
“ماريا “
لا أحد يعرف الحقيقة سواي حتى أصيل فضل أن يتحمل التهمة ،الغاية تبرر الوسيلة دوما ووسيلتي تغيرت بعد أن تغيرت غايتي تحالفت مع آرون وكسبت ثقته وصار يكلفني بالمهمات بل احبني وتقبلني قال أنني اختلف عن أمي ،معه حق فضلت أمي أن تضحي بحياة فاخرة تقدم إليها كل الأملاك لأجل رجل جعلها وحيدة وغريبة لأجل حب تافه لا معنى له من يصدق أن عدوي ومن تمنيت قتله صار احب شخص لي لم يعد آرون بل خالي تخليت عن كنية أبي الذي لم ارث منه شيئاً سواها وفضلت تسيفو التي جعلتني أملك كل شيء ،تغيرت كثيرا في أيام صرت أوروبية حقيقية لا تخضع لدين ولا تعاليم كنت أعيش مرغمة في حياة لم اقبلها يوماً .

“مريم “
منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي رأيت فيه أصيل على التلفاز مكبلا صارت الحياة مريرة ،كنت احتمل فراقه حين كان بخير أما الآن فأحس أني لا أستطيع العيش دون فعل شيء ،اما أمه فهي طريحة الفراش لا تستطيع الحراك ،وانا ضعيفة عاجزة عن فعل شيء.

مرت الأيام ولا شيء في حياة أصيل سوى البرد والجليد استطاع تحمل كل شيء سوى البرد فثعلب الصحراء لا شك يحن الى الرمال الجليد هنا صديق السجناء ،بثياب رثة وانعدام الدفء بين القتلة المتسلسلين واكلة لحوم البشر ومغتصبي الأطفال يقبع فتانا البريء متجمدا من الداخل والخارج إلى جانب رفيق زنزانة مجرم من الدرجة الأولى مقيد الأيدي و الأرجل لا تقدم لهم سوى وجبة واحدة في اليوم ولا يوجد خروج سوى يوم واحد إلى الساحة الخرسانية التي تزيدهم بردا فرياح القطب لا تغادر المكان ،كان أحب فصل لديه هو الشتاء وقد كرهه كرها شديدا بعد أن جرب قسوته .
“أتى أحد الحراس وقادنا إلى الساحة أخيرا بعض الضوء الذي لم أستطع تحمله بسبب اعتيادي الظلام “
جون:من هذا السجين ؟
ستيف :لا أعلم يقولون أنه الإرهابي الذي اغتال وزير السلاح سمعت الحارس يتحدث قبل قليل أن يشددو مراقبته فهو خطير .
جون: إنه صغير ووسيم خسارة لكن لنتوجه زعيماً إنه المتهم الأكثر فتكا .
ستيف : أجل رجل بشجاعته هو سيد السجن بالنسبة لي .
جون : إياكم أن يتعرض له أحد .
ستيف:ومن يجرؤ.
جون :يبدو عربيا مغربي هو ام مصري؟
ستيف :بل أخطر إنه جزائري .
جون :سمعت عنهم وعن عصبيتهم شرف لنا أن يتواجد أمثالهم في السجن هذا تاريخي .
أصيل:شاهدت أفلاما كثيرة عن السجون توقعت أن يتم ضربي أو اهانتي لكنهم يعاملونني كبطل هنا وهذا لسوء الحظ فقد أردت أن يطعنني أحدهم وانتهي من هذا الهراء .
كان التنافس حول القوة والسلطة والسلاح يشتد بين آرون وألكسندر ووصلا إلى أعلى الدرجات ،تباع أسلحة آرون الفتاكة بأثمان باهضة ورقاقات الكسندر صارت متاحة لكنه ليس راضياً تماما يريد تجريب أقصى حد لها لكن العينات لا تحتمل ،فكان أكثر ما يشغلهم أن الشاب الذي هرب منهم بين أيدي السلطات في السجن وقد اعتبروها خسارة .
ألكسندر: ذاك الشاب لقد خسرنا قوته وقدراته لا زلت أتذكر تعابير الرعب على وجه آرون بعد أن رآه وقد اغتال الوزير .
ديميتري: ظهر كأسطورة وغادر كأسطورة إنه سر أسعى لاكتشافه.
الكسندر:دع الوقت يمضي وأنا سأخرجه من سجنه بطريقة ما.
ديميتري في نفسه”أنت انشغل به وانا سأخطط لمغادرة المافيا حتى لو كلفني هذا حياتي وقضيت على الجميع لن يكون ذلك الرجل البطل الوحيد “

العائد من الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن