قبل 13 سنوات فقط من ايام صداقتنا الأولى والاخيرة إلى هذا يومنا الحالي كنت قد وفيت بوعدي الثمين، والصادق إلى اعز انسان على قلبي منذ طفولتي.
كنا جالسين فوق جبل حارتنا مغرمين بأجواء المناظر الطبيعية الخلابة اسفلنا ما ان كنت اضحك بصوت مرتفع جدا تأملني بدقة تامة وهو يسحب بيديّ يترجاني ان أوعده بامر سلب عقلي وقلبي من كمية الخوف من كلامه المفاجئ الغير عقلاني و مرغوب بتلك اللحظة.
" أوعديني كارلا، هيا بانكي لنّ تتزوجي باتا باتا، اتعرفين لماذا، جميع الرجال لن يستحقون امراة مثلك حين تكبرين"
" اوعدك صديقي بقبر امي لن أتزوج الا من رجلا يستحقني"
" لن تفعليها اليس كذلك ولن تخدعيني ولن تخذليني يوما ما؟"
هززت راسي والابتسامة والدموع في عيني حتى أطلقت بصوت عالي بجانب أذنيه لن أتزوج، لننننن أخذلك مارس!.
وابتسمنا بعدها بكل هدوء ولطف وبساطة يداه تعانقني خلف رقبتي وعيناي المحيطة به تتأمل لون بشرته الناعمة البيضاء تحت أشعة الشمس خفقت بجنون على تلك العيون الجميلة النقية التي اعتنت بي جيدا منذ وفاة والدتي وهو يحفظني و يخاف علي من الجميع ويحميني من كل سوء وشرّ، كان ملجئي الوحيد التجئ اليه حين إبكي بمرارة متذكرة وفاة والدتيّ، وحين اشتاق اليها، حين تضعفني الحياه، وحين اخاف من البرق، الرعد و وحين اخاف على والدي من الحياة والأماكن والمناطق المحيطة به يغمرني في قلبه ويخبئني هناك فحين يهدأ قلبي وخوفي يختفي وبعدها فقط كانّ يخرجني من ضلوع جسده محترسا جيدا في المرة القادمة إلا اخاف مرة اخرى، إلا اضعف والا افكرر بشيء سلبي، فعلّمني كيف أصبح اقوى، أجرأ و استيقظ كل صباح بحماس استقبل يومي الجديد بكلّ رحب وشكر، لن أنسى شيئا من جميع مشاهدنا السابقة التي علقت في ذاكرتي ولن أنسى كل من هذا وحواراتنا مازالت محفورة في ذهني وردود افعاله ولا أنسى شعوره الجميل المثير للدهشة حين وعدته باني لن أتزوج باتا فكيف ستكون ردة فعله ان علم بان صديقته الحمقاء لم توفي بوعدها اليه وكسرت رغبته وظنونه بها، وستتزوج اليوم بعمرها 19 من رجلا يكابرها 15 سنة، اهذا عملا عقلانيا؟ام انه جنون من ناحيتي؟؟.
سأدمر حياتي بقرارٍ عاجلا وليس سهلا علي، من الجيد ان مارسيل ليس هنا ولن يكون يوما هنا بيننا، لذا ليس علي ان اقلق بشان هذا الامر ولكن مازال قلّبي يولمني وروحي تنزف لاني لم أوفي بوعدي له، ولم ارفض باتا بسبب ظروف كانت اقوى وأقسى من ان لا اقبل، ان كان والدي سعيدا وراضيا فانا حينها سأكون اسعد وأجمل زوجة قريبا إلى رجلا ضحى بالكثير من اجل عائلتي الصغيرة وانا ممتنة له طوال العمر، حتى ان كنت مجبرة على هذا الزواج اليوم ولكني سأتخطى ذلك قريبا جدا واكون سعيدة إلى الأبد، ولست مستعدة باتا ان ادمر اسعد لحظة في حياتنا القادمة بسبب ذكرياتي الماضية مع صديقي مارسيل، كونه اختفى تماما من ماضيّ ومستقبلي وحياتي الشخصية، خسرني حين لم يبحث عني بجميع الطرق الممكنة وتخلى عني بكل سهولة وكاني لم اعنيه شيئا، اجل الحرب فرقتنا، والكون والحياة والزلازل، وأصبحنا غرباء في كل مكان وزمان، ولكن عقلي وقلبي لم ينل يوماً راحة سوى التفكير به في كل دقيقة، لم يفارق ذاكرتيّ للحظة واحدة، الحياة قست علينا كثيرا ولكني لم أقسى عليه باتا ولم اسمح لأحد ولا حتى نفسي أن تنساه، وان تكرهه لانه تخلى عنا ولم يعود الينا، تركني مارسيل وحيدة الام والأب فكأن عائلتي ومنزلا لي، هدم منزلي بيداه ولم يعد الي، تخلى عنا وعن صداقتنا اي قلب كان يملك؟، لم يكن لي علما بذلك القلب، إلا حين تاكدت بانه لن يعود، ولن ياتي الي، ولن يبحث عني ولن اراه مرة اخرى. خفت من ان اعيش لوحدي بهذا الكون الحقيقي المخيف والمجهول، دعيت ليالي كثيرة وطويلة لحتى ياتي، اراه، اتمعن به بهدوء، أحفظ ملامحه التي كبرت ووضحت اكثر مما كانت وبعدها ليختفي من جديد لاني متاكدة سالقاه يوما، بعدما ما حفظت ملامحه للمرة الاخيرة!.
.
.
.
.
.
.
حبايبي الهمتني فكرة جديدة كليا عن هديك الرواية
هاي متاكدة تتكون غير وأحلى🥹❤️🔥❤️🔥❤️🔥
رايكن؟؟
YOU ARE READING
حبيّ الاعمى
Romanceضاعت فرصتي في العيش معه تحت سقف واحد، او ان يكون ملكي لي وحدي واكون له وحده يوما ما ان التقينا مرة أخرى في حياتنا الجديدة، منذ اللحظة التي تزوجت بها خسرته وضاعت امالي مني في الحصول عليه، لاني كوني اصبحت امراة متزوجة يستحيل علي بخيانة زوجي ام ان افكر...