20 عامًا من الظلام، طفولة مسروقة، وحياة مدمرة، الآن تشتعل شرارة انتقام تجعل سيمور يتمنى لو أنه لم يولد قط.........
___________________________قبل عشرون سنة.....
ركضهم كان أشبه بهذيان لاهث، الغابة تحولت إلى كابوس حيّ...
أغصان الأشجار المعمرة تمد يدًا كأنها تحاول الإمساك بهم، وضوء القمر الشاحب ينساب كابتسامة شيطان من خلف السحب..
كانت خطواتهم تسحق الأرض الرطبة، كل ضربة كأنها طعنة أخرى في أعصابهم.
وتيرتهم تزداد عن ما قبل ليسقط رقم 13 في احد افخاخ الغابة...التفت رقم 14 برعب،والذعر يتٱكل بداخله صوته مخنوق..
"لا يمكننا إنقاذه... يجب أن نتركه وننجو بأنفسنا!"
رقم 12 أوقفه بنظرة نارية ممزوجة من التوتر والغضب و الخوف..
"أنت تسمي نفسك أخًا؟! سنخرجه من هذا الفخ، مهما كان الثمن!"
لكن النقاش لم يدم طويلًا... صوت الصفير البعيد شق سكون الغابة كسكين في الظلام. توقفوا للحظة، كل واحد منهم يحدق في الآخر، رعبهم الصامت كان كافيًا لإغراقهم.
تصنم رقم 12 كل ما قاله تحت انفاسه..
"إنه هو... سيمور!"
دون تفكير، اندفع رقم 14 للاستمرار بالركض بينما عاد رقم 12 نحو الفخ، حيث كان رقم 13 فاقدًا للوعي. الدماء تغطي كاحله الصغير
انامل رقم 12 تقوم بصفع رقم13 كي يفيق من غيبوبته
"انهض، يا هارلون! سيمور قادم، علينا الهرب الآن!"
لكنهما لم يجدا راحة، صوت نباح الكلاب اشتعل في الغابة. نيران مرعبة من الأعين البرتقالية تحيط بهما من بين الأشجار. لم يكن هناك مهرب سوى الأمام. حمل رقم 12 أخاه، ورغم ألم الجرح، ركضا...
عند حافة الغابة، توقفت سيارة شرطة، وعندما أضاءت مصابيحها عليهم، انفجرت أعينهم دموعًا.
دخلوا السيارة، ولكن في الخلف، لم يكن رقم 14 هناك. هل تخلّى عنهم؟
داخل مركز الشرطة، بدا كل شيء غريبًا. المقر كان خاليًا، هدوء مريب غمر المكان. الشرطي، بابتسامة هادئة، قدم لهم الطعام..
"تناولوا هذا، واستريحوا قليلاً. ثم أخبروني ماذا حدث."
رقم 12، بين مضغاته المتسارعة، شرح القصة. حديثه كان متقطعًا، وكلما ذكر اسم سيمور، تسارع نبض قلبه. لكن... عندما خطت خطوات ثقيلة خلفهم، التفت ببطء، فوجد وجه سيمور البارد يحدق فيهم..
أنت تقرأ
عقول مشوهة || Distorted minds
Actionهل للمختل مكانة معنا..؟؟ هل هو انسان او كيان تتحكم به رغبة القتل..؟