الفصل السادس.بقايا عطرُ عتيق

1K 143 328
                                    

الفصل السادس.بقايا عطرُ عتيق".

مع بزوغ الفجر، دخل نور الشمس من خلال النوافذ، ليعلن بداية يوم جديد في الدار. الجدة نعيمة، التي لم تكن في أفضل حالاتها بسبب الأحداث التي شهدتها العائلة في الأيام الأخيرة، توجهت إلى غرفة صباح بكل جدية فهى منزعجه منها ومن أفعالها التي تضع العائلة في حاله من الفوضى.

عندما طرقت الجدة نعيمة على باب الغرفة، جاءت صباح لتفتح وهى تضع الشال على كتفها وتتثائب ولكنها عندما رأت أنها الجدة، وقفت منتبه وتلجمت مكانها:

ـ ص، صباح الخير يما الحاجه.

ردت الجده بصرامه:ولكن كان هناك حزن طفيف في عينيها:

ـ صباح النور ياصباح.

ثم أضافت إليها:

ـ وراكي طحين القمح، قومي واشطفي وشك وروحي اطحنيه وترجعي الدار قبل الشمس ما تحمى.

كانت صباح تشعر أنها متعبه من أحداث الأمس وسألت بترقب:

ـ طحين! واني هروح لحالي؟

أجابت الجدة بصوت حازم:

ـ أيوه، الحريم مش فاضية، كل واحدة عندها شغلها. إيه عايزاني افضيلك حريم الدار تاخديهم وياكي؟

رغم أن الجدة كانت تحاول أن تكون عملية، إلا أن مشاعرها كانت مختلطة. من داخلها، كانت تشعر بالضيق من المشاكل التي تسببت فيها صباح. كان الغضب والضيق يتخللانها أيضاً من أجل ابنها الكبير، قد قضى الليلة في الأرض بسبب تصرفات تلك الحمقاء.
فهمت صباح الأمر، لم تعترض وتوجهت للقيام بما طلب منها. وهى تهمهم بكلمات دلالية عن ضجرها،وكانت تدرك أن اليوم سيكون مليئًا بالدراما، وتتمنى أن الأمور تسير كما كانت تأمل.
بينما صباح تستعد وتغادر الدار وهى تتأفف، كانت الجدة نعيمة تتمنى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، وأن يتمكن الجميع من تخطي الصعوبات التي واجهتهم.

بينما كانت زينب تتنقل في أرجاء الدار، لاحظت أن أمها، تبدو مشغولة ومضطربة. اقتربت منها وسألت بفضول:

ـ إيه يما الحاجه، ليه خليني صباح تروح تطحن الطحين وحدها؟ ده القمح كتير ياما!

الجدة نعيمة، التي كانت تعبر عن استيائها من الأحداث الأخيرة، ردت بحدة:

ـ كده أحسن يازينب. خليها لروحها، صباح دي! مفسدة لأي حد يمشي جارها.

هزت رأسها لتسألها عن سميره:

ـ مرت اخوكي التانيه مشت ولا لسه!

اجابتها زينب:

ـ من بدري يما. خدت الفطور لاخويا الحج وراحت الغيط من بدري.

جلست الجده على اريكه خشبيه وسمعت زينب وهى تقول بإستياء:

ـ كبدي عليك يا صالح يابن أخوي من فجر الله وانت في الغيط مع عمك. هاتها جمايل يارب.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بقايا عطرُ عتيق.    بقلم/ مريم نصار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن