بمجرد ان خرجت سلمى من المكتب سمعت صراخ رجل فضيع، اقبح من صوت نهيق الحمير، كما لو ان صاحبه تعمد جعله هكذا ليعذب آذان مستمعيه ويجعلهم يتمنون الصمم!وسرعان ما ميزت صاحب الصوت لقد كان عمها المزعوم، نظرت منزعجة الى كمال وقالت " لماذا لم ترموه خارجا ؟".
ابتسم كمال واجاب بدهاء " سيدي ، في حال نسيت ، لقد اخبرتنا من قبل الا نتخذ اي اجراء دون العودة اليك، وهو ما قمت به بالضبط ".
-" حقا؟، متى كنتم بهذا الانضباط من قبل؟!". ردت الفتاة بسخرية، ثم تقدمت بسرعة نحو مصدر الصوت، لتجد مشهدا غرييا
- " أين هي تلك ال*** القذرة فلتأتي هنا حالا". كان عمها رجلا وسيما على الرغم من أنه ...في منتصف العمر، كان شعره اسود قصير ، لا يظهر به اي لون ابيض، به لمعة خفيفة، وجه دائري ، عيناه ذات لون بني جميل زاه ، وشارب مرتب ،
كان يرتدي قميصا وسروالا رماديا ، بدا كعم لطيف مسالم، إلا ان صراخه وكلماته البذيئة التي يقذف بها ، حطمت هذه الصورة ، وبدا ك... احم ... خنزير بري ضخم!
تجاهل الخادم الهراء الذي يقوله الرجل في منتصف العمر، وقال باحترام لكن ببرود " أنا آسف ، هذا غير ممكن " . مانعا إياه من التقدم اكثر
فنظر الى الخادم الذي يقف أمامه بازدراء وقال في نفسه' هذه الغبية لا تعرف حتى كيف تؤدب خادما ، امر متوقع من حمقاء عديمة النفع مثلها، مهلا واين هي؟ يجب ان تأتي وتستقبلني! كيف تجرؤ على تجاهلي!' .
فعاد يصرخ بحدة " أيتها ال*** الغبية فلتخرجي حالا".
ومن بعيد سمع صوت خطوات قادمة، ليعم الهدوء ، وسرعان ما ظهر صاحبه أخذت سلمى تقترب منه بهدوء وقالت برفع حاجب" أرى أن بعض الكلاب لا تزال تنبح ".فنظر الرجل إليها بازدراء ثم قال " لا يزال علي تربيتك ثانية ، أيتها الغبية فلتضب أغراضك حالا ولتخرج من هنا ".
ابتسمت سلمى ببرود وقالت بلا مبالاة بينما تحدق في من يرافقونه " عمي ، من الأفضل لك أن تنقلع من هنا، انت ومن معك ".
فخلف العم المزعج الغليظ ، تقف زوجته ليلى ، كانت ذات شعر بني طويل نسبيا، عيناها خضراوتان واسعتان، انف صغير وشفاه رقيقة ، ارتدت فستانا متوسط الطول بلون اخضر، كانت تبدو في أواخر العشرين من عمرها، على الرغم من انها انراة ذات اربعين سنه !
لكن هذه المرأة الجميلة بدت وقحة ومزعجة خصوصا نظراتها الساخرة و المستصغرة للآخرين
قالت سلمى في نفسها بسخرية ' هذه الافعى الخضراء لم تتغير مطلقا! '.
بجانبها وقفت ابنتها هدى والتي ورثت جمال امها تحدق فيها بانزعاج - وبجانبها زوجها عمر الذي كان يحمل بعض ملامح الشبه من عمها ساهر خصوصا بما أنه كان ابن اخيه
حدقت فيهم سلمى الواحد تلو الاخر بنظرة مرعبة اوقفت الشعر على اجسادهم