بعد خمس دقائق بالضبط استقل السيد او بالاحرى سلمى سيّارتها وقد استبدلت ثيابها السوداء الكئيبة بثياب ذات الوان مشرقة ، قميص أصفر عليه رسم دب وجينز بلون أزرق سماوي بالإضافة إلى حذاء أبيض.
أوقفت السيارة في مكان يبعد عن المشفى بعدّة شوارع ، وقبل ان تخرج من المركبة الوقت نظرة على انعكاسها في المرآة ثم تنهدت ووضعت ابتسامة لطيفة بها البعض من الغباء وأخيرا اغلقت السيارة وراحت تسير ببطء إلى مكان عملها
في المشفى كانت موظفة الاستقبال تجلس بهدوء امام الحاسوب تراجع بعض الملفات ،
- " السلام عليكم هدى كيف حالك؟".عند سماع التحية رفعت الموظفه رأسها مبتسمة لكن سرعان ما اختفت تلك الابتسامة بمجرد ان رأت من حيّاها
تنهدت بصمت وراحت تتمتم في نفسها " ياويلي عادت تلك البلهاء ". ثم أجبرت نفسها على الابتسام وقالت بهدوء" وعليكم السلام سلمى، أنا بخير والحمد لله".
قالت سلمى بابتسامة مشرقة تفيض لطفا " ألم تشتاقي إليّ ؟".
ردت هدى ببرود " لا".
فنظرت لها سلمى بحزن وقالت" لماذا؟".
سرعان ما ادركت الموظفة خطأها وفكرت ' تبا! لماذا كان علي أن ارد هكذا!، ستظل واقفة امامي طوال النهار على هذا النحو!".
فقالت هدى بسرعة مدّعية المرح "أنا أمزح معك وحسب. اسرعي لئلا تتأخري عن عملك! ".
حينها ابتسمت سلمى بفرح وقالت " حاضر، اتمنى ان لك يوميا سعيدا" . ثم راحت تمشي بفرح ظاهر على وجهها.
حدقت هدى في ظهرها وهي تبتعد ثم زفرت بارتياح كأن حملا ثقيلاً أزيح عن ظهرها .
بينما كانت سلمى ذاهبة لارتداء المأزر الخاص بالممرضات اختفت ابتسامتها اللطيفة و استبدلت بأخرى باردة و اخذت تتم بغضب " صبراً صبراً ، حينما اجد ذلك الوغد سأجعله يدفع الثمن غاليا جدا".
وبعد أن ارتدت المِأزر ذا اللون الازرق السماوي ، حاصرتها بعض الممرضات، و تقدّمت احداهن منها والتي بدت كقائدة لهذا الفريق قائلة بلطف " سلمى هل يمكنك أن تغطي غيابي" .
ردت سلمى بانزعاج " لكن... لقد فعلت ذلك بالأمس فقط! ".
بمجرد ان سمعت الممرضات رد سلمى، انفجرت فيها احداهن وصرخت بحدّة " من الأفضل لك أن تفعلي ماتريده ليلى والا...".
-" لن أفعل ولا يمكنك إجباري ".
فعادت ليلى تقول مبتسمة بلطف" أرجوك سلمى أرجوك ، لدي أمر طارئ للتعامل معه".
نظرت لها سلمى بهدوء ثم تنهدت و قالت باستسلام " طالما أنه امر طارئ ، سأساعدك واغطي غيابك، لكن هذه المرة فقط!".