الفصـل السـادس والـعشرون

166 13 24
                                    

منـزل الشـاطئ

في أجواء خيم عليها صمت مهيب، كان صوت المارشال يتردد كصرخة في فلاة، صامدًا وحازمًا، محاطًا بهالة من القوة. لم يكن هناك ما يُقال بعد كلمته،

رغم السكون الذي غلف المكان، إلا أن قلب إيلينا لم يكن هادئًا، بل كان ينبض بشدة، تخشى أن يسمعه أحد. كانت تنظر إليه بعينيها اللتين تتلألأان،

تتساءل في أعماقها عن السبب وراء مساعدته لها في كل مرة، منذ أول يوم له وحتى الآن، حيث لم تتوقف مساعداته عن التدفق.

كان الأمر غريبًا، خصوصًا عندما اقترب الجنود من كارولين، التي كانت تتشبث بجديها، ترى في عينيها خوفًا وقلقًا لا يُحتمل. كانت تصرخ وتبكي، صوتها يقطع سكون المكان.

- جدي، لا تجعلهم يأخذوني، أرجوك!

كان الجد يشعر بصغر حجمه أمام حفيده، كان هو الكلمة، القرار، كل شيء. لكن، ها هو ذا، بعد تسعة عشر عامًا، يواجه الإهانة من حفيده، الذي كان ابنه يحذره من وظيفته، لكنه كان واثقًا من مكانته.

ومع ذلك، كان متجمدًا الآن، وسط أفراد عائلته، بلا حول ولا قوة، أمام حفيده الأكبر، الذي يقف باستقامة، مرفوع الرأس، قوي النظر، بجانبه كبار الضباط والعساكر.

شعرت كارولين بأن لا أحد قد يلتفت إليها، فتوجهت نحو إيلينا بلا تردد. لكن إيلينا لم تشعر إلا بظهر عريض وطول فارع يمنع عنها الرؤية، كان المارشال الذي اعترض طريق كارولين، والتي ضحكت بسخرية.

- ماذا الآن؟

لم تصدق ما يحدث، هل هو يحميها منها الآن؟ هل أصبحت إيلينا لها سند؟ حتى أخيها لم يعترض طريقها يومًا. كانت تنظر إليهما بوجه خبيث،

رغم صراخها وانهيارها السابق، إلا أنها رفعت يديها بشدة، مسحَتْ بها على وجهها، تلتقط أنفاسها، وبابتسامة جانبية اقتربت منه، بل التصقت به.

كانت عيناها تتأمل إيلينا، ترصد انعقاد حاجبها بينما كان هو ذو الوجه الجامد، عينيه لم تبتعدا عنها، بل استمر في النظر إليها بقوة.

اقتربت حتى أصبح وجهها أمامه، حاولت أن تغير من وجهتها، وقرّبت فمها من أذنه دون أن تلمسه، همست له بكلمات جعلته يرفع حاجبه، بينما ارتسمت على ملامحه ابتسامة جانبية.

تبتعد، تتجه نحو العساكر، مدًت ايديها إليهم تحت أنظار الجميع الذين صُدموا. حتمًا، كانت تلك التي تشوش ذهنها. كانت تنظر إلى ظهره، وهو لم يتحرك حتى الآن.

 THE SHADOW OF THE VICTIMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن