IV

12 1 4
                                    

دخلَ رواند لتلكَ الحانة خاصّة أبناء الأغنياء وصولاً إلى تلكَ الغرفة الّتي يجتمعُ بها مع أصدقائه .. أصدقاء السوء .

جلسَ بغضبٍ ولم يتحدّث ببنتِ شفّة ، أخذَ كأسَاً من الخمر ليتجرّعها بصمت ، سأله أحدُ أصدقائه بعدَ أن تجرأوا بالحديث ، فيظلُّ رواند ابنَ ألبرت وأعلاهم مقاماً :

(( ما بكَ مُستشيط ؟ )) .

(( بارك جاي لعنة )) .

أطلقَ أحدهم ضحكة ساخرة وقال :

(( لا أصدق أن عدوّه سيصبِحُ عَشيقَ أيسل))

دفعَ الطاولة بغضب لكنّها لم تنقلب ، وقالَ بصراخٍ لذلك القائل :

(( اسمها الآنسة ألبرت يا سونوو ! ، ثمّ أنه لن يصبِح حبيبها لو على جثّتي ))

بَينما رواند أكملَ تجرّع الخمر ، ابتسمَ سونوو بنصرٍ نحو الباقي ، فهذا هو مراده ، أن يبتعدَ بارك جاي لعنة عن أيسل ، ولَيته يعلم أنهم الآن معا على سريرٍ واحد ..

_______________

استيقظَ جاي قبلَ الصغرى حوالي الساعة الواحدة ، كانت تختبئُ تحتَ البطانيّة تعانِق وسطَهُ بتشبّث ، محمرّة الوجه من الدفء ، وكم راقَ هذا الموقف بأكمله لجاي !.

داعَب شعرها حتى استيقظت ، انتفضت مبتعدةً عنه بخجل ، فاطلقَ جاي ضحكة مستمتعة وقال :

(( كنّا على هذا الحال لحوالي أربع ساعات ، ثمّ لا بأس أنا الهيونغ الخاص بكي ))

انهى كلامه بسحبها نحوه لتعودَ وتستلقي برأسها على صدره ، لكنّها كانت تتحرّك من فترةٍ لأخرى فسألها :

(( هل تشعرين بالضجر ؟ ))

(( قليلاً ))

(( هل ننزلُ للبحر ؟ ))

اومأت .

جلسَت على رمال البحرِ وهو فعلَ المثل قربها ، قالت باستهزاء :

(( هل سأضعف مرة أخرى وأنشر بأسراري فقط لأنني أمامَ البحر ؟ ))

(( لا ، أنا من سأفعل ))

نظرت نحوه تنتظره أن يتكلّم وفعل :

(( أعتقدُ أن الأمر المؤلم دائما ما يتعلّق بأهلنا بشكلٍ عام ، يؤلمني بالطبع حتى الآن موتُ والدتي ، ولا أستطيعُ أحياناً النوم حتى أعانق قطعة ملابس لها برائحتها ، لكن والدي أيضاً يؤلمني حاله ، فمن بعد موتِ والدتي انقلبَ حاله ، وبدأ يتصرّف بلا عقلانية ، وأحيانا قد تودي هذه التصّرفات بنا إلى الحضيض  ، لذلكَ أدرتُ عمله عنه ، وسأخبركي سرّاً آخر ، أنا أقضي عطلتي هنا وأخافُ أن يقومَ والدي بشيءٍ لا عقلاني ))

𝑻𝒖𝒍𝒊𝒑𝒔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن