V

16 1 5
                                    

- بعد أسبوع -

دفترٌ جديد بأوراق باهتةٍ أيضاً ، تخطُّ عليه ما يخالجها من مشاعر اكتئاب وفقدان شغفٍ في الحياة ، تناظِر ما كتبَت لتوّها بعيونها الفاقدة للحياة ، عدّة دقّات على بابِ غرفتها أجبرتها على الالتفات بنصفِ جذعها لتسمح للطارق بالدخول .

دخلت لورين بوجهها المتيبّس وكأنها دخلت بالإجبار وليسَ بكامل قواها ورغبتها ، وكانت هذه المرّة الأولى الّتي ترى بها أيسل لورين من بعد تلك الحادثة ، أشعلَت لورين ضوءَ الغرفة المعتمة غير مكتفية بضوءِ مكتب أيسل الأصفر ، أغلقت أيسل عيونها بانزعاج من النور وعاودت فتحها ..

قد ظهرَت هالاتٌ سوداء واضحة تحتَ عينا الصغرى ، ووجهها أصبح يميل للشحوب وفقد حيويّته ، تغاضت لورين عن كل تلك التفاصيل بصعوبة لتقول بجفاف مصطنع بعدَ رؤيتها لحالة الصغرى:
(( سأعمل في شركة منذُ الغد ))


(( حظّاً موفقاً ))

أدارت أيسل جسدها تتحاشى النظر للورين ، لتقومَ لورين بحركةٍ غير متوقّعة بشدّ أيسل من ملابسها لتستقيم ، قالت الكبرى وهي تكتُم عبراتها صارخة :
(( لما رفضتيه ، أترفضين الأشخاص بكل هذه البساطة عادة؟))

شعرت أيسل بالاختناف لذكرِ قصة اعتراف جاي الّذي يخنقُها منذُ ذلك اليوم فقامت بدفعِ لورين عنها بخفّة
لكنّ الأخرى شدّت على ملابسها بقوّة أكبر ، فكانت تلك الشعرة الّتي قسمت ظهرَ البعير ..

دفعتها أيسل بقوّة لتندفعَ لورين للخلف وتسقط ، ناظرتها بدهشة من غضبها هذا ، ماذا توقعت ؟! ، أن تظل ممسكةً بها وتوبخها وتصرخ عليها وهي صامتة ؟.

قالت أيسل بدونِ ذرّة مشاعر نحوَ صديقتها الوحيدة:
(( اخرجي ، لا أريدُ صحبتكي بعدَ الآن )).

شعرَت لورين بالانخذال رغمَ أنها من خذلت أيسل ، فهي أخبرتها بسرّها وقصتها ومع ذلك لامتها كلومِ الجميع ..

خرجت لورين تجرُّ ورائها الخيبات ، التقت بأليكساندرا لتلاحظ نظرة لورين الكئيبة فسألتها وهي تعلم الجواب :
(( هل وبختيها على رفضها لجاي ؟))

(( لم أوبخها أنا فقط ..))

لم تجد لورِين تبريراً للكلام الّذي القته على أيسل إلا أنها اتخذت موقفاً لجاي ..

قالت أليكساندرا ببرودٍ :
(

( أخبرتكي بمشكلتها ومع ذلك لم توقفي صديقَ جيمس ذلك عن اعترافه ، أتسمين نفسكي صديقتها ؟))

𝑻𝒖𝒍𝒊𝒑𝒔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن