من وجهة نظر جاي-
استلقيتُ في ذلك اليوم بعدَ أن أخبرتُ الشبّان بقصّتي ، ولوهلةٍ تذكّرت أمرَ وردِ التوليب في حديقة منزلنا ، لا أعلم لما أصابني الهلع لفكرة أن يكونوا قاموا بقصِّ تلك الورود .
استقمتُ لأخرج نحو الحديقة ، فلم أجد إلا هيسونغ يدخّن ، سألته على عجالة :
" هل يملك أحدكم عجلةً ؟ "نفثَ هيسونغ دخّانه ليؤشّر على عجلةٍ وضعت في الحديقة ويقول :
" خذ خاصّة نيكي ، لكن انتبه أن تخدشها له فهو لا يطيقك"ركبتها على عجالة وتوجّهت بها نحو منزلنا القديم ، وأخذ الطريقُ مني في اللّيل بدون زحمة السيارات ساعتين ، رأيتُ ذلك الشريط الأصفر حولَ منزلنا لينقبضَ قلبي ، من المؤلم أن تؤخذ جميع ممتلكاتك ظلماً وأن تفقد منزل طفولتك ..
تسلّقت السور لأرى تلكَ الورود الّتي على وشكِ الذبول ، قمتُ بالحفرِ حول خمسة ورود لآخذها مع جذورها ، لم يكن المنزل مقفلاً لكنّ الانذار سيفعّل إن دخلت من البابين الخلفي أو الأمامي ، فلم يكن أمامي أي حلٍ إلا التسّلق ، حاولتُ في المرّة الأولى وانتهت بوقوعي على الأرض من ارتفاع حوالي مترين ونصف المتر ، في المرّة الثانية كنتُ أكثر عزماً ونجحت مع الكثير من الجروح الطفيفة والرضوض الّتي أصابتني .
دخلتُ من شبّاك غرفتي لأتوجه نحو غرفة والدي ، وأول ما التقطه كان رداءَ أمي وعطرها ، ومن ثمّ ساعة أبي ، عاوَدت الدخول لغرفتي لأتفقدها والدموع تريدُ حقّاً أن تنهمر من عيني ، لكنّني مسحتها بساعدي ونزلت قفزاً للحديقة ، تسلّقت السور مرّة أخرى ولكن هذه المرّة كانت أصعب فأنا أحمل الورود والحاجيّات الّتي التقتطها من منزلي .. وضعتُ الأغراض في سلّة العجلة وتوجهّت عائداً للشقة ..
بدأت الشمسُ بالاشراقِ رويداً رويداً ، فأسرعت من وتيرتي وأنا متعب لأستطيع اللحاق بالشباب قبل أن يحين موعد جامعاتهم لأسلّم العجلة لنيكي ، وعندما اقتربتُ سمعتُ صوت صراخ نيكي غاضباً :
" أينُ ابنُ بارك حتى الآن ؟"" ها أنا ذا "
دخلتُ من الحديقة لأرى الجميع موجود حتّى هيسونغ ، نظروا نحوي ليقولَ نيكي ساخراً لرؤيته الورد في السلة :
" أذهبت لتجلبَ الورد ؟ "قمتُ بأخذ الأغراض من السلة ووضعتها داخلاً بعدَ أن شكرته ، عدا الورود تركتها في الحديقة لأزرعها ، ذهبوا الشبان ليسألني هيسونغ :
" أحقا ذهبت لتحضِر هذه الورود ؟"أكملتُ حفرَ الترابِ بصمتٍ ليعلمَ هيسونغ أنّني لا أريد الرّد ، فهمّ بالذهاب ولكنّني استوقفته بحديثي :
" زرعت هذه الورود في حديقة منزلنا لأنّ أيسل تحبّها ، وهي بذاتها تشبه هذه الورود .. هشّة ورقيقة وتدّعي القوة وجميلة ، لكنّني أحضرت بعضَ الأشياء الّتي تذكرني بوالدتي "
أنت تقرأ
𝑻𝒖𝒍𝒊𝒑𝒔
Romance_ورودُ التوليب الأزرق تذكرني بكِ ، لذلك كانَ قصرنا مليئٌ بعبقا . أحَبّها الغرابيُّ حباً جماً ، جعلَ من صديقه حارساً شخصيّاً لها ليقوم بالتقاطِ الصور لها من نظارتِه وإرسالها للعاشِق ، كلّ يوم .. لكنّها رفضته رفضاً قاطعاً لسببٍ يخصّها و بعدَ أن غسلت...