الفصل الأول،،،،،،،،
"هروب"
محافظة الإسكندرية،،،،
الساعة العاشرة مساءً،،،،،،
كانت آفاق السماء قاتمة يصحبها هواء شتاء الإسكندرية قارّ الجفاف الذي لا يسلم من جهامته المارة والعابرين حين رصت حافلة "السوبر جيت" القادمة من القاهرة بجانب قريناتها من الحافلات معلنة وصولها إلي "الموقف الجديد" بمحرم بيك محافظة الإسكندرية ، شرع ركاب الحافلة واحدًا تلو الآخر بالهبوط حاملين أمتعتهم بين يديهم وعلي ظهورهم حتي هبط آخرهم....كان شاباً في نهاية العقد الثاني ، متوسط الطول و ذو بشرة قمحية فاتحة وشعر أسود حالك مسترسل ذو كثافة عادية وعينان بنيتان أقرب إلي اللون النحاسي....لم يكن مفتول العضلات أو عريض المنكبين ولكن كان وزنه مثاليًا شديد التناسب مع طول قامته بالأضافة إلي حصوله علي ملامح وجه هادئة ومتناسقة حيث كانت وسامته هي السهل الممتنع ، كانت قسماته تمتزج بالحسرة والوهن حينذاك ، وجه شاحب وعينان منتفختان عصرت نكسة الخذلان عبراتهم ، وقدم عرجاء بالكاد تحمله علها لا تخذله في لحظة ما هي الأخري!
قادته قدميه إلي اللامكان فهو في مدينة لا يدرك احدًا بها...ولكن لم تصمد معدته الخاوية كثيرًا حتي شرعت تحترق جوعًا فقد أدرك حينها أنه لم يتناول شيئًا منذ صباح أمس!! وفي تلك الاثناء بينما كان يفكر كيف سيخمد وقيظ معدته ، جذبت أنفه رائحة شهية جرته جرًا إلي حيث تكمن ، كان مطعمًا مضيئًا نابضًا بالحياه و مكتظًا بالزبائن علي أوجه وفي أعلاه لافتة كتب عليها بخط عريض "إبراهيم سند"
أصدر زفرة منهكة وهو يستند بجسده إلي أحدي الطاولات الصغيرة ثم قام بمناداة أحد العاملين الذين يمرون بمحاذاته قائلًا:
-لو سمحت ياااا... عندكوا أيه يتاكل؟
فرد العامل متهكمًا في ضغط:
-أنت شايف أيه حضرتك؟!
ليجيبه الآخر مبتسمًا بمرح:
-هاتلي واحد ستيك ويل دان و خضار سوتيه.
ليرد العامل متأففًا وهو يجوب المكان المكتظ بإنظاره في ترقب:
-الأجزخانة علي الأمة اللي ورانا يا أستاذ!!
فما كان من الآخر إلا وأنفجر ضاحكًا حتي تهللت أساريره وبرزت أسنانه البيضاء قبل أن يردد بنبرة رزينة ومرحة في الوقت ذاته:
- يا عم براحة عليا شوية أحنا زملة أنا ويتر زيك كده.....أنا غريب مش من هنا عشان كده معرفش المطعم ده ومجيتوش قبل كده
فرد العامل مصلحًا بلطف وهو يضع قائمة الطعام علي الطاولة:
-ولا يهمك يا باشا حقك عليا ، أنت ضيفنا وان شاء الله الأكل يعجبك ، شوف طلباتك وانده عليا .. أسمي محمد
أنت تقرأ
المنفى إلى عينيكِ.... للكاتبة دارين عبد السلام الأطروش
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ************************ أوفد إليها مُنسحق بين منعطفات ُظلمه وظلامه ، يحمل بين رسغيه أكفان ضياعه الذي دنسها عاره السرمدي وثقل من لهيب يكفر بالرحمة فيضني أكتافه السدلة...تغافل عن سابقه لينفي نفسه مرغمًا إلي حيث تنير هي من...