خدعة جَذَلة

209 26 0
                                    


الفصل الرابع،،،،،،،

"خدعة جَذَلة"

كانت ملابسه ذات الألوان القاتمة تغرق في المياه التي هدرت بها رغوة كثيفة من الصابون داخل طبق بلاستيكي كبير نسيبًا ، يجلس إلي الأرضية قبالته ليغمس يديه داخله يطارد ملابسه السابحة ليضربهم ببعضهم البعض احتكاكًا ليكون رغوة مضاعفة ، وبينما كان منهمكًا في تلك المعركة الضارية أخترق مسامعه صوت دق الباب فا أذ به يردد بصوت جاهد ليكون مسموعًا لمن يقف خلفه:

-الباب مفتوح!!!

دلفت هي متقدمة صوبه فشق أنفه عبيرها الذي ألفه بشدة ليفوح في الأرجاء فتوقفت يداه عن الفرك لتتوهج عيناه يقظة في تلك اللحظة بعدما كانت تسكن ملابسه الغارقة بعناية ليردد دون أن يلفت إليها:

-أزيك يا ليالي؟

ضيقت حدقتيها إستيعابًا وهي تتخذ جانبه الأيسر لتطالعه بتركيز قبل أن تسأله:

-عرفت منين إن أنا؟؟ أنت حتي مبصتليش ، ده أنت حاوي بقي

فألفت برأسه يرمقها مبتسمًا بسكون قبل أن يردد متغاضيًا عن سؤالها:

-خير ؟!!

فرددت ضاحكة بتغاضي هي الآخري وهي تلقي ببصريها إلي ذاك الطبق البلاستيكي:

-أيه ده!! أنت بتغسل علي أيدك!!

فأجابها بأريحية مستأنفًا الفرك وقد أفتر ثغره بإبتسامة طفيفة:

-آه ، بوفر أجرة المغسله وبعدين أنا عشت عازب لوحدي ٣ سنين قبل كده غير إني دخلت الجيش ، يعني أنا لهلوبة!!

فردت مفترة ببشاشة وقد حملت إليه لهجة متوترة وأعين شبه راجية:

-طيب يا لهلوبة! أنا عايزة منك خدمة حياه أو موت

طاف بعينيه سريعًا إليها في ترقب ليعاود النظر إلي ملابسه وهو يزيد من قوه الفرك دون أن ينبس ، فساد الصمت لثوان حتي أنتزعه هو حين قال مستفهمًا:

-ما تقولي يابنتي أيه الخدمة وخلصيني!!

فردت متوترة وهي تفرك كفيها:

-عمتي جاية من البلد بكره وجايبة معاها أبنها و....

توقفت لثوان لتلملم شتاتها بينما ردد هو بصبر نافذ وقد سكنت يداه للحظات:

-خلصي!! هو أنتِ هتنقطيني بالكلام!!!! عمتك جايبة أبنها وجاية وبعدين؟!!!

في تلك اللحظة أطبقت جفنيها بقوة قم أخذت نفسًا عميقًا لتستجمع القليل من جرئتها الوفيرة المندثرة وراء الخجل لتقول:

-أنا وأبنها فتحتنا أتقرت زمان وأحنا صغيرين و...

فبتر عبارتها ليردد متفهما ببديهية:

المنفى إلى عينيكِ.... للكاتبة دارين عبد السلام الأطروشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن