انجذاب حائر

287 23 3
                                    


الفصل الثالث،،،،،،،

"إنجذاب حائر"

-ألحق يا حاج ليالي ضربت واد ميكانيكي في الشارع وجايب ناس من الحرفيين وجايين علي هنا وشكلهم ناويين علي لبش!!!!

صاح "محمد" بتلك الكلمات هلعًا وهو يتوجه بحديثه إلي "إبراهيم" الذي كان يجلس إلي مكتبه المنزوي في ركن صغير من أركان المطعم ليفاجئه "إبراهيم" بملامح مستكانة ونبرة باردة:

-طب وأيه يعني ما يجوا أهلا وسهلا!!!

فضيق "محمد" عينيه مستغربًا وهو يتسائل بتلجلج:

-يعن...يعني أيه يجوا!!! دول ممكن يكسرولنا المحل يا حاج

فرد "إبراهيم" بنبرة متجمدة وهو مصوبًا عينيه إلي عيني "محمد" مباشرة:

-ما تثبت كده ياض!! اذا كانت البت ضربته لوحدها ومخافتش أحنا بقي رجالة هنخاف ليه؟!

أنعقد لسان "محمد" حينذاك فلم يقوي علي الرد ثم هبط ببصريه مفكرًا بينما تابع "إبراهيم" بالنبرة ذاتها وهو يحك في ذقنه:

-أحنا اللي المفروض كنا ندور عليه ونشوف عملها أيه عشان تضربه ونأدبه احنا بمعرفتنا...هو اللي علي راسه باطحة مش أحنا

-الحاج معاه حق يا محمد

قالها "رامـي" مشيدًا وهو يهم بتشمير ساعديه ثم تابع بجدية:

-لو جايين ناويين علي خناق أهلا وسهلًا بيهم

وما كاد ينهي عبارته تلك حتي لمح ثلاثة يقبلون مسرعين إليهم ودماء الغضب الحانقة تغلي في وجوههم....يتوسطهم شابًا ممتليء الجسد تُوجت رأسه بكدمة كبيرة باللون الأحمر يراها الكفيف قبل المبصر بينما الدماء الساخنة كانت لازالت تنهمر من أنفه فيبدو أن أحدًا ما قد قام بركله لينطرح علي وجهه مقبلًا للأرض بإستفحال ، فضلًا عن ملابسه الدَنَسة التي أرتسمت عليها معالم الأحتكاك المباشر بالأرضية حيث كانت تغزوها الأتربه والأوساخ،،،،

كان معه أثنان متخذين جانبيه الأيمن والأيسر...شديدا النحولة و النحافة ولكن رغم ذلك فأن هيئتهم لم تكن تبشر بالخير علي الإطلاق فقد حفرت معاركهم عبر السنوات اثارًا واضحة علي وجوههم...كانوا فارغين الأيدي لا يحملون أيه أسلحة من أي لون ، غير معروف أن كان ذلك مدلول شجاعة أم حماقة...

في تلك اللحظة لمحتهم "ليالي" من الشرفة وهما يوفدون بخطاهم الساخطة إلي المنطقة فكورت هي قبضه يديها حتي برزت عروقها وقد تقلصت ملامحها إمتعاضًا ثم أخذت تردد من بين أسنانها:

-عزاك هيبقي إنهارده يا عنتر يا كاوتشة!

ثم ما لبثت حتي هرعت إلي الأسفل لتباغت الجميع بالأنضمام إليهم...ساد الصمت للحظات ثم هم أوسطهم ممتليء الجسد "عنتر كاوتشة" بالنطق متوجهًا بحديثه إلي "إبراهيم" بنبرة أجشة وهو يشير إلي وجهه المشوه بسبابته:

المنفى إلى عينيكِ.... للكاتبة دارين عبد السلام الأطروشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن