الفصل السادس،،،،،
" جحود! "
انغلق علي خباياه كصندوق عتيق التهم قفله الصدأ حيث ظل طوال تلك الأشهر الماضية يتجرع سم الذؤاف أبيًا أن ينقذ نفسه بمصل البوح المضاد...كان يتخذها هي كمسكن يحقن به أوردته فتختفي آلامه ولكنه قرر علي حين غرة أن يلقي بذاك المسكن عرض الحائط في كبر! هل أصيب بعدوي الجحود أم أن امواج عاصفة التشوش قد جرفته بعيدًا؟!
تلك الرسالة المزعومة التي تلقاها كانت كفيلة أن تُبدد كيانه لساعات ، كان حائرًا تائهًا و كاسفًا البال أيضًا دون أدني شك ، تلك الحالة لم تتيح له مهلة بديهية ليفكر مليًا قبل أن يحزم أمتعته قاصدًا العودة!! لأنه لو كان أمعن النظر في ذلك فـقطعًا لن ليتزحزح من مكانه ولو نانو مترًا واحدًا لأجل أمرأه وئدته حيًا وهو لا يزال يخطو فوق الأرض،،،
في تلك الأثناء كانت الساعة قد أقتربت علي العاشرة مساءًا حين راسل هو تلك التي فتت بقلبها اليوم ظهرًا ليقص لها عن سبب فعلته تلك ، رأي في ذلك ضرورة فاتكة قبل أن يعود إلي حيث جاء لينير جهالتها بحياته السابقة فربما تمنحه ولو عذرًا واحدًا فقام هو بأرسال لها رسالة نصية تحوي تلك العبارة،،،،
"أرجوكي اطلعي قابليني فوق السطوح دلوقتي..محتاج أتكلم معاكي ضروري قبل ما امشي!!"
كانت غرفتها حالكة الظلام...الضوء الوحيد المُنار فيها كان الضوء الذي ينبعث من هاتفها حينما باغتتها رسالته!! انتفضت نصف جلسة فوق سريرها...كان وجهها يحوي تفاصيلًا بارزة توشي ببكاًء غزير...أرادت أن تتجاهل تلك الرسالة وتقوم بحظره علي الفور ولكنها أستسلمت لصوت ما في داخلها كان يحثها بشدة علي الذهاب إليه فقد تكون تلك آخر مرة تراه فيها!
إرتقت هي إلي السطع بعد أن لفت ذاك الشال الأصفر حول كتفيها لتحجب عنها برد تلك الليلة القارص! رأته ملاصقًا للسور يطالع السماء الفاحمة المرصعة بالنجوم بتركيز وضوء القمر ينعكس علي وجهه في سكون وما أن أنتبه إليها حتي سحب قدرًا لا بئس به من ذاك الهواء جم البرودة أنعاشًا لحماوة رئتيه قبل أن يردد لها بخزي:
-أنا آسف علي اللي حصل إنهارده!
حملقت به بنظرات بارزة خالية من المشاعر وهي تسأله بصلابة:
-طلبت تشوفني ليه؟
ثباتها أثار دهشته حيث ظنها ستمطره بالسباب واللعنات حتي رقبته حينما تراه فبلل شفتيه متوترًا قبل أن يردد لها ممهدًا:
-ليالي... أنتِ فيه حاجات كتير أوي متعرفهاش عني! وأنا السبب ، الذنب ذنبي أنا ، لإني مكنتش صريح معاكي من الأول...يمكن عشان مكنتش أعرف إن العلاقة بينا ممكن توصل لكده او يمكن كنت خايف أحكيلك...أنا اللي جوايا حتي مش قادر أحكيه بيني وبين نفسي
أنت تقرأ
المنفى إلى عينيكِ.... للكاتبة دارين عبد السلام الأطروش
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ************************ أوفد إليها مُنسحق بين منعطفات ُظلمه وظلامه ، يحمل بين رسغيه أكفان ضياعه الذي دنسها عاره السرمدي وثقل من لهيب يكفر بالرحمة فيضني أكتافه السدلة...تغافل عن سابقه لينفي نفسه مرغمًا إلي حيث تنير هي من...