1

111 15 32
                                    

ظهر أول أشعة الشمس مخترقًا النافذة المفتوحة قليلًا

و علت أصوات الأشجار عند ارتطام نسمات الفجر الرقيقة بها

فرفعت ستار جفونها الجلدي من فوق مقلتيها محاولةً استوعاب ما يجري حولها ، و تذكرت أن اليوم أول أيامها بالدراسة

خرج من فاهها تنهدٌ محبط ، و لم تشعر بعدها إلا بيدين تحيطان خصرها أكثر و همسٍ خفيضٍ ممن دفنها بحضنها

تبعثرت خصلاته ذات لون البن على الوسادة المهقاء الناعمة ، و لمعت عينيه ذاتا الزمرد التي فُتِحتا بشكلٍ طفيفٍ نحوها

" صباح الخير ؟.. "

همس بهدوءٍ خفيض

ردت بنعاسٍ شابه خاصته

" صباح النور ، ألن تذهب لعملك اليوم ؟.. "

عبس قليلًا عند ذِكرها لذلك ، فأعاد دفن وجهه بعنقها غير مريدٍ للخروج من السرير بهذا الوقت

إلا أن بعد عدة دقائقٍ لاعبت بها أناملها وجهه تحديدًا خديه نهض من مكانه جالسًا ، فأنبها

" لا حاجة لشد خداي بالصباح أكمي ، أصبري على الأقل! "

" أنت ظريفٌ عند نومك! ليس ذنبي! "

أسندت رأسها على صدر الآخر براحةٍ و هالةٍ وردية ، ثم أفاق كلاهما تمامًا بعد فترة

.
.
.
.
.

انتهت من إرتداء ثيابها خاصة الجامعة بعد فترةٍ قصيرة سواءً إفطارهما أو غيره ، و لم يتبقى حتى يخرجا إلا إغلاق زمردي الأعين لأزرار قميصه

نهضت تقاربه بخطواتٍ سريعة ، إلا أنها أحبطت سريعًا عندما أبصرت كيف انتهى فلم يكن لها دورٌ بذلك

تذمرت بعبوسٍ طفولي

" بحقك! قرأت هذا البارحة بأحد الكتب و أردت ترتيب ثوبك لأسرق منك قبلة كما حدث هناك! "

رسمت كلماتها البسمة على شفتيه ، فضحك بهدوءٍ قبل التساؤل

" و لمَّ السرقة و يمكنكِ أخذها مباشرة ؟.. "

تحولت لطماطمٍ ناضجة ، و خبأت وجهها بصدره بحرج و إن أخذت ما أرادته بعد حينٍ قليل

.
.
.
.
.

جلست بالعربة جانبه تأرجح قدميها بهدوء ، و قد أمسكت يده تراقب خاتم الزواج بها بين أصابعه

ناظرت خاتمها ببسمةٍ دافئة ، و أمالت برأسها على كتفه

لم يمر الكثير قبل أن تتوقف العربة ، فقبل خدها قبل التأكد من دخولها بمأمنٍ و رحل بالعربة نحو مقر عمله

فتدعو هي أن تنهي يومها الأول على خيرٍ فتعود سريعًا بين ذراعيه

و يدعو هو أن لا تكون أعماله كثيرة فيتأخر على زوجته المنتظرة على أحر من الجمر له

About himحيث تعيش القصص. اكتشف الآن