4

52 8 14
                                    

حدقت للكتاب على طاولة دراستها في صمت ، و أغلقته بقوةٍ مفاجئة مما أجفل زمردي الأعين الذي بقى يقرأ كتابًا من مكتبته على السرير

" لم أفهم حرفًا! "

تذمرت ناهضة ، فسأل الآخر بتعبيرٍ مستغرب

" لمَّ ؟.. "

" آه.. لم أركز بالشرح.. "

تهكم تعبيره و أكمل المحادثة التي علم بنهايتها

" و لمَّ لم تركزي ؟.. "

" سرحت بأفكارٍ عنك... "

ضرب جبينه بخفة متنهدًا ، فلا فائدة مهما حاول مع تلك الفتاة

أشار لها أن تقترب ففعلت سريعًا و الكتاب بين يديها ، فأخذه منها و جعلها تجلس جانبه

" أي جزئية ؟ "

" هييه ~ لم أعلم أن زوجي مدرس فيزياء ~ "

ضرب رأسها بالكتاب الذي كان يقرأه للتو فحمحمت ببسمةٍ متوترة و دلته على الصفحة

" من 70 إلى 76... "

همهم بهدوء ، أخذ القلم منها و شرح لها تلك الجزئية

.
.
.
.
.

" فهمتي ؟ "

" لا.. "

جفل بشدة ، قلقًا من أن تكون مرته السادسة بشرح ما بالصفحات ضاعت سدى

" و لمَّ ؟.. إنها المرة السادسة ؟.. "

ناظرت الناحية الأخرى ببراءةٍ مزيفة ، فظهر على ثغره بسمةٌ عصبية و نهض بصبرٍ نفذ

" ذات السبب أنكِ تسرحين بوجهي و صوتي اليس كذلك؟! "

أومأت بتوتر ، فرد و قد زادت عصبيته

" هذا لن ينفع! إن لم تركزي لا معي و لا مع جامعتك مع من ستركزين؟! يفضل أن أعود لهذة الغرفة و قد انتهتِ ما عليكِ و إلا أطنان السكريات التي تدخل لهذا العقار لن تقاربه لشهور! "

خرج تاركًا إياها وحيدةً مع كتاب الفيزياء ، عبست بطفوليةٍ منزعجة تدعو أن يسقط من السلم أثناء نزوله

بقت تناظر الكتاب بين يديها في صمت ، و فقط لأجل السكريات العزيزة على قلبها بدأت تدرس

مرت دقائق ، فحاوطتها هالةٌ من الهيام عند تذكرها لتعبيره الصارم غير مهتمةٍ بكلماته ، فهي ذات علمٍ بكونه بوقتٍ قريبٍ من ذات اليوم سيعتذر لها مع هديةٍ بسيطة

About himحيث تعيش القصص. اكتشف الآن