دخل لغرفته مع زوجته و هو بالكاد قد صبر ، فما أفضل بالنسبة له من الساعات التي يقضيها مع شخصٍ يؤنسه و يجعل قلبه يميل له
فراح يبحث عنها بعينيه ، و وجدها تستلقي على السرير بصمت ، و قد بدا عليها التعب أشد
اقتربت منها بهدوءٍ و جلس على طرف السرير
" حلوتي ؟.. تبدين متعبة ؟.. ألا تودين أن استدعي طبيبًا فهذة حالتكِ منذ أول أسبوعٍ من الجامعة ؟.. "
ناظرته بأعينٍ وضحت بها بعض الدموع ، ما زالت بزي الجامعة
" لا.. لا أريد.. "
جفل من دموعها و زاد قلقه ، و غير ذلك فقد بان على نبرتها الغصة
أبعد خصلاتها الدجناء عن وجهها ، و مسح دموعها بإبهامه برقةٍ شديدة فجلست أمامه و لم يصبر على جعلها تجلس بحضنه مباشرة
همست بينما دفنت وجهها بصدره بتعب
" ذراعي.. أشعر أنه كسر.. تم عمل تطعيم صحي بالجامعة و أظن أن بسبب تلك الإبرة سأبقى مشلولة لأيام طويلة.. "
ناظر كتفها الأيسر بإمتعاض ، فتلك التطعيمات لازمة إلا أنها تسبب ألمًا شديدًا لفترةٍ طويلة
" لكنكِ تبدين متألمةً أكثر من أن يكون فقط تأثير إبرة ؟ "
" حلقي يؤلمني بشدة ، صداع ، لم آكل منذ بداية اليوم ، و حتى أشعر أنني قد استفرغ رغم أنني لم آكل.. لكن بالله لا تحاول الحديث مع أطباء! "
عبس قليلًا من رفضها الشديد طوال الوقت من مقابلة أي طبيبٍ أو طبيبة ، فدائمًا ما تقول أنه ألمٌ بسيط ، و إن استدعى واحدًا تخاصمه لوقتٍ طويل
" لمَّ ؟ ألستِ قلقةً على تدهور صحتكِ الملحوظ ؟.. سأطلب من واحدٍ أن يأتي بالمساء "
" لكن!.. "
" دون لكن! أنتِ تؤذين نفسكِ! "
توترت من نبرته الصارمة الممتزجة بالقلق فجأة ، فأومأت بصمتٍ تام
بينما شعر هو ببعض الذنب بسبب التعبير الذي رسم على وجهها من كآبة ، إلا أنه فضل أن تتضايق منه على أن تهمل صحتها هكذا
كاد يتحدث إلا أنها سبقته بطلب أن يتركها حتى تنام قليلًا ، فقبل و خرج من الغرفة خاصتهما نحو غرفة دراسته
.
.
.
.
.توجه بعد غروب الشمس نحو مضجع نومها ، يريد أن يطمئن عليها
ففتح الباب و وجدها ما زالت نائمةً حيث كانت ، راح يقترب ببطئٍ حتى لا يصدر أي صوتٍ و جثا على ركبته اليمنى مناظرًا إياها
ظهر على تعبيرها الألم فلم يرحم المرض جثمانها الهزيل ، وضع يده على جبينها فوجدها ساخنةً للغاية فتألم فؤاده جراء ذلك المنظر
قبل جبينها برقةٍ شديدة ، و ظل يتأمل في معالمها البريئة حتى لاحظ كيف رفعت ستار جفونها عن مقلتيها السوداوين
ناظرته مشوشةً للغاية ، إلا أنها مدت يمناها نحوه بضعفٍ حتى يقاربها أكثر ، و رد نداءها حيث حملها بين ذراعيه و جلس على السرير تاركًا إياها تدفن وجهها بصدره كعادتها
تبسم جراء المظهر اللطيف لها و هي تختبئ بين ذراعيه و كيف كانت أصغر جثمانيًا منه بشكلٍ ملحوظ ، داعب خدها برفق فأمسكت يده و ناظرته بنظرةٍ أذابت قلبه
" ألا يمكنني الحصول على قبلة ؟.. "
" أي شيئٍ لحلوتي بالطبع ~ "
لم يصبر عليها للرد فالتقط شفتيها في قبلةٍ مباشرة جاعلًا إياها تحمر حياءً مما فعل ، بادلته بحرجٍ فعمق الإتصال بين شفتيهما أكثر
أبعدت وجهها مباشرةً بعدما فصل القبلة ، و تحول وجهها للون الأحمر تمامًا مما جعله يقهقه بخفوضٍ و يضايقها قليلًا معجبًا بتعبيرها الظريف بالنسبة له
.
.
.
.
.مرت ثلث ساعةٍ من مضايقاته التلطيفية نحوها ، فداعبها كلاميًا حريصًا على عدم لمس ذراعها حتى لا تتألم
عبست بطفوليةٍ منزعجة عندما ذكر إقتراب موعد حضور الطبيب لها فلم يجد حلًا إلا وعدها بإحضار هديةٍ لها ، فقبلت ببسمةٍ واسعةٍ كما لو أنها نست ما ضايقها توًا
أنت تقرأ
About him
Random- رفقة آلبرت جيمس مورياتي - سيناريوهات قصيرة عشوائية - تخيلات من بالي مكتوبة على الورق - مكتوبة بوقت فراغي