منذ بداية اليوم و قد لاحظ زمردي الأعين نفور زوجته منه ، و لربما من كل شيئ حتى السكريات التي تحبها أكثر من نفسها
فراح باله ينشغل بما حدث لها و توالت الأفكار المختلفة ، فمرةً يشك أنها مشكلةٌ من مدرستها و مرةً يظن أن ذلك بسبب تعبها بذلك المنهج الذي تدرسه
مر اليوم كئيبًا عليه حيث تغيرت الغرفة المبهجة بضحكتها الدائمة إلى صمتٍ تام ، و الفترة التي كان يلاعبها بها اختفت فجأة
حسم أمره بالذهاب لها و سؤالها مباشرةً فهو ذو علمٍ بحساسيتها الشديدة تجاه أي شيئ ، و ليس بالسهل توقع فِكرها فقد تحزن من أمرٍ لشهور و لا توضحه إلا بعد دهرٍ طويل
دخل الغرفة خاصتهما محدقًا بها و كيف غطت نفسها بالبطانية تمامًا حتى وجهها ، و قاربها بعد إغلاق الباب جالسًا جانبها
همس باسمها مرةً و اثنان إلا أنها لم ترد ، فتعمد إظهار نوعٍ من الحزن المزيف بنبرة صوته أثناء مناداتها للمرة الثالثة حتى تنهض و تناظره
و بالفعل ، أزالت الغطاء بتوترٍ طفيفٍ و جلست أمامه ، تناظره بأعينٍ تشع فضولًا قلقًا
" مـ ماذا ؟.. "
لاحظ اللمعة بعينيها الدالة على أنها كانت تقارب البكاء ، فداعب خدها بيده اليمنى التي استقرت هناك
" ما الخطب ؟.. ما بال حلوتي حزينة ؟.. "
أمالت وجهها للمسته الرقيقة عليها ، و دمعت عيناها أكثر فنزلت قطراتٌ بسيطةٌ من الدموع على وجهها
" حسنًا.. أمرٌ تافه.. "
شدها برفقٍ شديدٍ كأنه عامل قطعةً من الفخار الذي قد يكسر إن قسى عليه حتى أجلسها بحضنه
" و ما هو ؟.. هل ضايقكِ أحدهم ؟.. "
نفت برأسها
" ليس تمامًا "
" إذًا ؟.. "
صمتت قليلًا منزلةً رأسها قبل أن تُردف
" بعض الأحاديث عني بين أقاربي.. و كانت فظيعة.. "
انفرجت شفاهه للتعليق إلا أنها قاطعته بنبرةٍ قاربت البكاء وسط دفنها وجهها بصدره
" أبذل جهدًا لنفسي ، أحاول مرةً خلف الأخرى ، و دائمًا ما تحدث ذات النتيجة! ذات الجمل تنعاد على سمعي مسممةً نفسي و جاعلةً إياي أشعر أن لا فائدة من كل ما أفعل! "
ضمها له أكثر مربتًا على ظهرها ، فله العلم بكيف تلك الحركات البسيطة تهدئها
" من ؟.. و ماذا قال أو قالت ؟.. "
دمعت عيناها أكثر صامتة ، تعض شفاهها السفلية بقوةٍ وسط شهقاتها
رفع ذقنها نحوه و بلطفٍ شديد مسح دموعها ، فهو تفهم من عدم ردها أنها لا تريد ذلك فقدر إرادتها
قبل خدها برقة ، و أرجع خصلةً متمردةً تسللت لوجهها لخلف أذنها
" لا تركزي على ما يقول الغير فمهما جد و اجتهد المرء لا ينتهي كلامهم ، فقد فعلتي ما قد قدرتي عليه "
" ما زال الأمر جارحًا.. "
" و هذا ما أرادوه ، لذا دعي من يتحدث يثرثر كما يريد و لا تفكري كثيرًا به فإن ذلك ضررٌ عليكِ ، كما أني موجود فكلما استمعتي لشيئٍ سيئٍ عنكِ قولي لي حتى أوضح لكِ كيف أنكِ العكس ، أتفقنا ؟.. "
هدأت عيناها من إنزال الدموع قليلًا فراحت تناظره بضعف ، و خبأت وجهها بصدره برفقٍ محبط
" فقط.. لمَّ ؟.. ألا يمكن فحسب أن أعامل الآخر بحسن فيرد ذلك لي ؟.. "
همس بينما داعب خصلاتها بلطف
" لا يجد الآخرون أهون من الحديث عن الغير روحي ، فإن رأى أحدهم شخصًا يحاول بينما هو لا يفعل فمن الطبيعي أن لا يريد له الخير ؟ كما أنكِ مثاليةٌ بنظري ، أولا يكفي ذلك أني أرى كيف زوجتي مثالية و إن اختلفت آراء الناس الأخرى ؟ "
اومأت برأسها ، و تنهدت بضيقٍ بينما تشبثت يداها بظهره برفق
قبل جبينها و فروة رأسها بحنان ، و صبر حتى وقعت بين يديه في نومٍ عميق
همس لها بأن تصبح على خير ، و استلقى بالسرير و هي بين يديه مصممًا على حمايتها من هذة الدنيا
فحتى و إن علم بإدراكها عن كيف تسير الأمور ، فهي لا تدرك نوايا الإنس لها
فإن كان يخاف عليها من نسمات الفجر ، فكيف يغفر لنفسه إن ترك قلبها يكسر بسبب الغير ؟..
أنت تقرأ
About him
Random- رفقة آلبرت جيمس مورياتي - سيناريوهات قصيرة عشوائية - تخيلات من بالي مكتوبة على الورق - مكتوبة بوقت فراغي