الفصل الثانى

100 8 0
                                    

فى القاهرة 
أمام بيت طارق 
" أنا هدخل ألبس الحجاب وهأجى نلبس الجزمة ونروح الkid garden اتفقنا ؟"
كانت زينب توجهه كلماتها للصغيرة التى هزت رأسها مجيبة فتركتها زينب لتكمل ملابسها وبعد قليل خرجت فلم تجدها ....نظرت فى الغرف لتجد أن أدهم وخالد وياسين قد ناموا بعد أن أفطروا مباشرة أما طارق لم يكن موجودا .......

قرارها فى الذهاب اليوم إلى العمل بعد إيصال الصغيرة للحضانة كان له أكثر من سبب وعلى رأسهم أنها لا تريد أن تجعلهم يشعروا بأن الأمر ليس عاديا أو أنها متعبة خاصة بعد شجار الصباح وتأكيدها بعدها لساعة أنها ليست حزينة أو مريضة .

و السبب الأخر هو طارق ....
طارق الذى تلبسته شعوذه مجنونة جعلته وهو يطاردها بنظرات تردد
"لن اسامح حتى تخضعى "
هى لا تعرف لما تخضع ولا تريد أن تفهم الآن ما يريد هو جعلها تفهمه .....
الجلوس فى البيت وخاصة بعد ذهاب الأولاد الى النادى و الفتاة الى الحضانة وحدها سيجعل الأفكار تتكدس برأسها ويمكنها أن تموت دون أن يشعر بها أحد .

نعم هذا هو السبب الثالث ....تشعر بأن صدرها ضيق وأنها لو بقيت ستختنق وتموت لذا فإن الوجود وسط بشر والأنشغال بعمل أيا كان وسط صخب الموظفين سيكون وسيلة تلهية جيدة 
وجدتهم بالخارج ....

قد أجلس أبنته على سقف السيارة ليربط لها الحذاء ...يقف أمامها حافى القدمين وقد شمر البنطال ......هناك بعض العادات لا تذهب أبدا....تبقى لتذكرك بالشخص الذى كنته 
فهو فلاح صعيدى قضى فترة لا بأس فيها من عمره يضرب الأرض بفأسه قابع وسط الطين و أن يبقى حافيا هذا مزاج لا تستطيع أن تخلصه من دكتور الجامعة ....أمرا كهذا فى ظروف أخرى كان بالتأكيد مجالا كبيرا للضحك و أيضا و للمناغشة بينهم ولكن بالنسبة للوضع الحالى فإنها لم تعر بالا .....
وقعت عينه عليها ...
وجهها الشاحب وعينيها المتورمتين ، بعد أن أعدت الأفطار أعلنت أنها ستذهب للعمل ....
ماذا يفعل هل يضربها ؟....
هل يصرخ بها ؟....
تركها لتفعل ما تريد 
ختاما ستأتى لتعمل فى نفس المبنى معه لتكون تحت عينه حتى إذا شعرت أنها تريد منه أن يردها يصبح بالقرب منها فلا تترك لنفسها فرصة لتغير رأيها والاهم أنه سيتأكد أن هذا الحقير لن يصل إليها فهاتفها مراقب ولا أحد يدخل أو يخرج من المبنى دون أن يكون ممن يعمل به .....
"دع لطائرك حيرة الطيران ولكن داخل قفصك "

قبل أبنته قبلات عديدة ملأ بها وجهها و بادلته الفتاة ضمته و هو متأكد أنها تراقبهم ، جلس على كرسى القيادة فى السيارة وهى تتمم بكلمات لم تصل إليه ولكنه عرفها فى حركة شفتها 
" حضن مطارات " ...
.أمسك ضحكة حتى لا تنفلت وهو يضع حزام الأمان للصغيرة ويطبع قبلة أخرى على رأسها ثم أغلق الباب ورحل 
رأته يقترب من صندوق القمامة الكبير يلقى شيئا كان فى جيبه لم تتبينه ثم توجه إلى البيت
رددت زينب بقلة حيلة
" الى عمال يبوس فيكى من الصبح ده أمبارح ,,"
صمتت ولم تنطق "طلقنى " ....
وكانت ردة فعل الصغيرة أنها ضحكت فأقتربت زينب منها بغيظ لتقبلها وتدغهها
" أنتى كلك ريحته هتروحى أزاى كده ....هاه "
نعم كانت رائحته عالقة فى ملابس الفتاة ....
ثانية .....
هناك رائحة أخرى ....ياسمين ...نعم تشم رأئحة ياسمين كان مصدرها القماش المغطى الكرسى الجالسة عليه الصغيرة نفسه 
أقتربت أكثر حتى أنها دست أنفها به ....الأمر الذى جعل الصغيرة تحاول تقليد أمها التى باتت تدور فى السيارة تبحث عن شىء لا تعرفه !!!!!
....................................................................................

إرث السمرا ( الجزء الثانى زفير الروح )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن