الفصل الرابع

145 6 4
                                    

في العتمانية

بالبيت الكبير

منذ الصباح لا يجدون أثرا للعروس "عايدة"... اختفت

عايدة وعبير

... أبنتا حسن من زوجته الأولى... تزوجت عبير قبل فترة وتركت البيت الكبير وبقيت عايدة... في الواقع رغم المساوىء الكثيرة جدا لسهير إلا أن دور زوجة الأب الشريرة ليست أيا منها

فهي تحب عايدة وعبير وتعاملهم كبناتها

تقف الآن على باب البيت الكبير تدور حول نفسها ولا تعلم ماذا تفعل... اتصلت بعبير وفاطمة وهما في الطريق إليها، سألت الجميع عنها ولكنها لم تستطع أن تلح في السؤال ولا أن تسأل بصورة أوضح، خوفا على سمعة الفتاة ولكن إلى متى ؟

لمحت عبير قادمة من بعيد تحمل أبنها وتلهث، أزار عباءتها لم تكمل إغلاقها وغطاء رأسها منحل
" أتصلى با أبويا يا اما ... ما هينفعش إكده ليكون حد خطفها ولا عمل فيها حاجة"
وضعت سهير يدها على فم عبير وهي ترتعش من الداخل
"ما تفوليش... ربنا يجيب العواقب سليمة... كلميه أنتى ... جوليله ... يا مرى النساوين جايين أعمل أيه "

ناولتها الرضيع وأخذت هاتفها لتتصل بوالدها رفعت رأسها قبل أن يرد لتسأل
" فين هالة "

فأجابتها سهير" في درس وبعد إكده عنديها مركز لليل "

عودة إلى بيت زينب وطارق

البيت هادىء نوعا ما... الكل في مكانه وطارق يعمل على حاسوبه
كما يحب دائما وهو جالس على الأرض موزعا الأوراق حوله في غرفة المعيشة
وليس ببعيد هناك في غرفة مكتبه كانت زينب تلمع مكتبه... تجمع الأوراق وترتبها لتضعها في إحدى الأدراج... حاولت فتحه فوجدته مغلقا، في العادة كانت لتتركه لم تفكر يوما في التعقب خلفه... أحكمت قبضة يدها وهي تستدير لتفتح دولاب زجاجي به جميع مفاتیح المكتب وتجربهم تباعا عليه... حتى فتحته كان فارغا، لا يوجد به شيء فأخرجته لتقوم بتنظيفه كان أثقل مما بدا عليه من قبل لا... لم يكن أثقل فقط ولكنه أيضا... ضاق حيزه .
بدأت دقات قلبها تتسارع فتحركت بسرعة لتغلق غرفة المكتب
عليها من الداخل وعادت لتخرج الدرج الذي يليه وتضعه لتقارن بينهم واكتشفت الحيلة... مررت فاتح الرسائل على جوانب الدرج لترفع
غطاء خشبي وضعه ليوهم من يفتحه أنه فارغ
وتوقف قلبها عن النبض وثبت الوقت... تعلقت عقارب الساعة والهواء لم يجرؤ أن يدخل رئتيها وهي ترى "مسدسا فضيا" ينام بسلام داخل مرقده
ارتعشت يدها وهي تمسك به... رعبا تلبسها وصقيع في الأطراف
أصبحت خارج الصورة... قطعة لم تعد ملاءمة لمكانها... كأنها هواء اختفى، تبخرت في الهواء وما عادت موجودة، ومن حيث اللا مكان ظهرت جثة أمام عينها مسجاة على الأرض ملطخة بالدماء کابوس حی فاق كل خيال، روحها انتزعت من صدرها وعقلها الخبيث جعل أكبر هواجسها يقف على فوهة مسدس طرقات على الباب وقعها قوى وصوت نور في الخارج

إرث السمرا ( الجزء الثانى زفير الروح )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن