'مواجهة الأب'

24 10 4
                                    

___

༻✽༺

في صباح يوم جديد، كانت هانا مشغولة في تحضير الإفطار، تساعدها ابنتها الكبرى سكارليت. بينما كانت أيميلي، الطفلة الصغيرة، تلهو بالقرب منهما، تتلاعب بألعابها وتضحك.

وفي الجهة الأخرى من المطبخ، كانت إيفا وليا تحضران طاولة الطعام، في انتظار أن يجتمع الجميع حول الإفطار الشهي الذي تعده الأم.

التفتت 'هانا'إلى ابنتها 'إيفا'، وقالت برفق: "عزيزتي، اذهبي وأيقظي أباك."
أجابت 'إيفا' بتردد: "ولكن، أمي، ماذا لو غضب؟"
ابتسمت الأم بلطف وطمأنتها: "لا تخافي، فقط أيقظيه بهدوء وأخبريه أن وجبة الإفطار جاهزة."
أومأت 'إيفا' برأسها على مضض، ثم انطلقت نحو غرفة والدها، وعلامات القلق بادية على وجهها. طرقت الباب بلطف، وحينما لم يرد والدها، دخلت الغرفة بخوف، مدت يدها المرتعشة وضربت على كتف والدها برفق.

"أبي، استيقظ، الإفطار جاهز" نادت بصوت خافت.

فتح الرجل عينيه ببطء، ثم نظر إلى ابنته بضجر قائلاً: "أنا مستيقظ، اذهبي من أمامي."

حاولت 'إيفا' أن تتمالك نفسها، فاستدارت مغادرة الغرفة، لكن في قلبها كان هناك شعور بالذعر ، عادت إلى المطبخ، حيث كانت هانا و سكارليت ولياّ يكملون تحضير المائده.

جلس الجميع حول مائدة الإفطار، حيث كانت الأطباق ممتلئة بالأطعمة الشهية. ورغم أن الأجواء كانت جيدة، لم يبدأ أحد في تناول الطعام إلا عندما قرر 'روجر'، الأب، أن يشرع في ذلك ، كانت هذه إحدى قوانينه التي لا حصر لها.

بينما كانت 'إيميلي' تلعب وتلهو على المائدة ، كانت 'هانا' تطعمها بلطف ، لكن 'روجر' لم يعجبه هذا المشهد، فقال بغضب: "ما هذا يا هانا؟ ماذا قلت؟ دعيها تأكل بمفردها. أنت تدللينها كثيراً، وهي لم تعد صغيرة!"

تنهدت 'هانا' بضجر، وأجابت: "هي لن تأكل ما لم أطعمها أنا." صمتت قليلاً، ثم أضافت: "كل انت طعامك ودعنا وشأننا."

رغم انزعاجه من ما قالته، لم يرد روجر شيئاً، لكنه كان يتوعد لها في سره، فبنظره هانا قد اهانته .

كانت الفتيات يجلسن بصمت، يتبادلن النظرات، ويدركن أن الأمور لن تمر مرور الكرام. وأن التوتر في الأجواء قد يزداد مع كل لقمة تؤكل

تدرك سكارليت وإيفا أن والدهن ليس من النوع الذي يتقبل الانتقادات بسهولة، وأن هذا النقاش لن ينتهي هنا.

وكانت إيميلي تضحك وتلعب، وبالرغم من الأجواء المتوترة المحيطة بها الا انها لاتدرك ذلك

بينما كانت الأجواء حول مائدة الإفطار مشحونة بالتوتر، كانت' ليــا ' تجلس في زاوية المائدة، تفكر في ما يجري. كانت 'ليا' الفتاه الوحيده التي يمكنها مواجهة أبيها ، كونها تتمتع بقوة داخلية وثقة بالنفس جعلت الجميع يلاحظون ذلك قررت أنها ستتحدث مع والدها، 'روجر'ومواجهته بكل تصرفاته السيئة.

"لا بد أن يتغير"، فكرت في نفسها. "عليَّ أن أخبره عن كل ما يفعله، ربما يستمع لي ويخفف من تصرفاته الغير محتملة."

كانت 'ليــا ' تعرف أن الأمر لن يكون سهلاً، لكنها كانت مصممة على ذلك ،كانت تراقب والدها، وتفكر في كل مرة شعرت فيها والآخرون بالخوف أو الحزن بسبب سلوكه. لم تكن الفتاة خائفة، بل كانت تأمل أن يُحدث ذلك فرقاً

عندما انتهى الإفطار، وبدأ الجميع في التوجه إلى الغرف الأخرى، تجرأت 'ليــا 'على الاقتراب من والدها. نظرت إليه بجرأة وتناست كل الخوف الذي كان بقلبها

"أ-أبي،أيمكنني التحدث معك؟" سألت بصوت هادئ.

____

༻✽༺
يتبع
____

رأيكم؟

خبايا ذاكرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن