'ظلال الشك'

9 8 3
                                    


___

༻✽༺

في صباح اليوم التالي، استيقظت هانا على صوت العصافير تتغنى في الخارج، كأنها تعزف لحنًا يبعث على الأمل في قلبها المثقل. تنهدت بتعب، وأقامت جسدها، الذي أصبح مثقلًا بسبب الحمل. كان بطنها بارزًا، كونها في شهرها الخامس، وكانت تشعر بثقل المسؤولية يزداد أكثر فأكثر.

"يجب أن أكون قوية،" همست هانا لنفسها، بينما كانت تنظر إلى المرآة، متأملة في انعكاسها. كانت تفكر بموعدها مع الطبيب الأسبوع القادم، وكان القلق يتسلل إلى قلبها. كانت تحاول أن تبقي هذا الأمر سريًا عن روجر، لأنها كانت تعرف جيدًا كيف سيستقبل الخبر.

لقد كذبت عليه بشأن جنس الطفل، وأخبرته أنها تحمل طفلاً ذكراً . لكن في أعماقها، كانت تعلم أن الأمر يمكن أن يكون عكس ذلك ، وكانت تلك الحقيقة كالسكين الذي يقطعها من الداخل. كانت تخشى أن يكون هذا هو السبب الذي سيجعل روجر ينفجر غضبًا، كما حدث في مرات سابقة.

رغم كل مشاعر القلق التي كانت تعمل في صدرها، نفضت رأسها بخفه ،غير آبهة لتلك الأفكار السوداء التي كانت تحاول التسلل إلى ذهنها ،أخذت نفسًا عميقًا، وقررت أنها بحاجة إلى التركيز على الأمور اليومية، على ما هو أمامها بدلاً من ما قد يحدث في المستقبل.

توجهت نحو الحمام. كانت بحاجة إلى لحظة من الهدوء، حتى لو كانت قصيرة.

أخذت دشًا سريعًا، محاوِلةً أن تغسل جسدها من آثار اليوم الماضي كانت المياه تتدفق، وكأنها تأخذ معها كل مشاعر الخوف والقلق التي كانت تعيشها. استنشقت الهواء النقي، وشعرت ببعض الانتعاش، رغم أن الواقع لم يكن بعيدًا

بعد ان انتهت من الإستحمام ارتدت ملابس مريحة، وتوجهت إلى المطبخ لتعد الإفطار لبناتها. كانت تعرف أن بدء اليوم مع طاقة إيجابية سيؤثر على مزاجهن. بينما كانت تُعد الخبز المحمص وتضع بعض الفواكه على الطاولة، كانت تبتسم لنفسها، تُخبر نفسها أن بناتها فقط هم السبب في قوتها.

عندما دخلت بناتها إلى المطبخ، كانت أعينهن تتلألأ بالحيوية. "صباح الخير، أمي!" صاحت إيفا، بينما كانت سكارليت تتجه نحو الطاولة.

"صباحكم خير عزيزاتي!" ردت هانا، وهي تحاول أن تغمرهن بحبها، رغم كل ما يحدث من حولها. كانت تلك اللحظات الصغيرة تعني لها الكثير، وكانت تشعر أن بناتها هن كل ما لديها.

كان الجميع يجلسون حول المائدة لتناول الإفطار، وكانت الأجواء مليئة بالحب والمرح. غاب روجر عن المنزل، مما منح هانا الفرصة لتكون مع بناتها دون قيود أو توترات، كانوا يفعلون ما يريدون، ويتبادلون الضحكات والمزاح بحرية، وكأنهن في عالم خاص بهن.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 4 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خبايا ذاكرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن