༺✽༻كان المنزل هادئًا في ذلك المساء إلا من أصوات متقطعة لجدال بين الزوج والزوجة. فقد كان الرجل غاضبًا وصارخًا على زوجته الخائفة، "أسمعيني جيداً، أقسم انكِ لن ترين مني خيرًا أن أنجبت لي فتاة أخرى!"
أجابته الزوجة بخوف، "ف فهمت، فهمت..."، وهي تومئ برأسها. لم يكن لديها خيار سوى الاستسلام لغضبه المتفجر
ترك الرجل شعر زوجته بعنف وخرج من المنزل، مغلقاً الباب خلفه بشدة. هرعت الابنة الكبرى إلى والدتها، تحتضنها بحنان. مسحت على رأسها بابتسامة حزينة وسألت بقلق، "هل ضربك أبي مجددًا؟"
قلب الفتاة الحنون كان ينبض بألم لمشهد والدتها الخائفة. لم تستحق هذه المعاملة السيئة من زوجها ،كانت تتمنى أن تجد طريقة للابتعاد عن هذا الوضع المتوتر والانتقال إلى بيئة أكثر أمانًا وسلامًا لها ولبناتها
بعد أن غادر الأب، استقرت الأجواء قليلاً في المنزل، لكن الخوف كان لا يزال يسيطر على الأم. احتضنت ابنتها الكبرى، سكارليت وأجابت على سؤالها ببطء: "لا، ياحبيبتي، ليست هناك حاجة للقلق. أنا بخير." لكنها كانت تعرف في داخلها أنها ليست بخير.
بقيت سكارليت بجانب والدتها، تحاول أن تكون قوية رغم صغر سنها. "أمي لماذا أبي غاضب دائماً ؟" سألت بقلق، عيناها مليئتان بالخوف.
"لا أعلم، عزيزتي. ربما هي ضغوط العمل ولكني اعدك أن كل شيء سيكون على مايرام." ردت الأم، وهي تتلمس رأس ابنتها بحنان.
استمرت هانا باحتضان إبنتها، بينما كانت أفكارها تتصارع في داخلها. كانت تشعر بأن عليها أن تكون قوية من أجل بناتها ، لكن قلبها كان مثقلاً بالقلق، وبمحاولةً منها لتحويل الجو المشحون إلى شيء أكثر إيجابية.
حبيبتي، ما رأيك بإعداد كعكة؟" قالت هانا،"نعم، أمي! أريد أن أساعدك!" قالت سكارليت وجائت إيفا لتنضم لهم لإعداد الكعك
بدأت الفتاتان في مساعدتها، كانت هانا تشعر بأن الضغوط تتلاشى قليلاً. ومع ذلك، كان قلبها ما زال مملوءًا بالقلق بشأن ما سيحدث عندما يعود الأب.
وبينما كانوا في المطبخ، دخل الأب فجأة ، تجمدت هانا والفتاتان في أماكنهن، وكأن الزمن توقف.
" أنا هنا!" قال الأب بصوت جاف، ولم يكن يحمل بوجهه أي تعبير.
"أهلاً بك" ردت هانا، وهي تحاول أن تكون ودوده لكنها شعرت بتوتر في الجو.
"ماذا تفعلون هنا؟" سأل الأب، متجاهلاً ما يحدث حوله.
"نحن نعد الكعك" أجابت سكارليت بصوت خافت خشية من والدها
أنت تقرأ
خبايا ذاكرة
Storie brevi'في خبايا الذاكرة... نجد لحظات سعادة حقيقية، وأوجاعاً لا تندمل.. وكلاهما يشكلان نسيج حياتنا.'