طلعة من الضيقة

407 22 7
                                    


بعد الماضي الأقشر اللي عاشه عبدالإله
كبر وصار رجال، وصار الرجال الي تنطبق عليه عباره
الف بنت تتمناك

دخل تخصص طب؛ وطبعا ما سلم من عيّار خواله.
كانوا دايمًا يتفلسفون عليه أنه تخصص خكاريه والي يدخله مب رجال لأنه مختلط
مع إنه تخصص أحلام عيالهم..
بس شنقول ؟ رجال مايملى عينهم شي

بدأ موسم نوفمبر، أكثر موسم يكرهه عبدالإله.
هالموسم يعني المخيم اللي يسوونه خواله كل شتاء،
وعلشان أمه ما كان له مجال
كانت تجبره على الجيّه
وهو يعرف إنه بيكمل أسبوعين من المعاناة.

فالمخيم: كان يعاملونه كأنه قهوجي. كل من يشتهي قهوة، يرفع صوته وينادي عليه: "يعبدالإله صبلي قهوه !" كان يحس بالفشلة والعصبية فقلبه، بس كان يحاول يكون صابر عشان أمه وأسمه

وهو مشغول في خدمة خواله
سمعهم يتكلمون عن أمه
كأنهم يحاولون يحرجونه بكلامهم.
في وسط الهرج،
واحد منهم قال له: رح نظف الفناجيل، فيه رجال جاي.
طلع من المكان وهو يحس كأن قلبه يوجعه. راح للمطبخ، وأخذ الفناجيل وهو مغتاظ ويحس وده يجي يوم ويفتخر بنفسه وبأمه .. يوقف قدامهم ويشوف بعيونهم الحياء من عيالهم

Abdulelah Pov:

وأنا أغسل الفناجيل وكل همي أني أخلص الشغلة وأروح بعيد عن هالمكان المقرف كنت أسمع أصوات خوالي
ضحكهم وكلامهم عن أمي كل مرة أسمع اسمها كان قلبي يتولع أكثر .. ناطر اللحظه الي يكون فيها الحرام حلال وأطعن كل من أستهان بأمي

حاولت أركز في شغلي وأتجاهلهم
بس كان صعب
فاللحظة اللي كنت فيها غارق فالتفكير
دخل عليّ واحد لابس ثوب أسود شتوّي
كان فيه شيء مميز فجيته
كارزما تخليني ألف راسي عليه.
ولما لفيت عليه ورفعت راسي بشويش
شفت صالح، ولد خالي..

ما كان بيني وبينه أي كلام قبلها
بس كنت عارف وفاهم إنه هو الوحيد اللي يفهمني.
لما يسمعهم يتكلمون عن أمي، كان يحس بالضيقه مثلي، بس كان يحاول يساندني بطريقته

صالح أستند على الباب وكأنه ينطرني أخلص
كنت أحاول أصرف نفسي بأي شيء، أركّز في الفناجيل أو فصوت الماي، عشان ما أفكر في الكلام اللي يتردد حولي

خلصت ووقفت ونفضت يديني من الماي قاصد أنشف يديني من الماي بعد ما دورت بعيوني عن منديل وما لقيت.

ناظرت لصالح، ورفعت حواجبي وكأني أسأله شتبغى؟

طالع فيني وشبك يدينه بتوتر
وقال بصوت هادي ما قد سمعته من أحد من خوالي: تتمشى معي ؟

طالعت فعيونه أدور أي نظرة خبيثة فيها
بس ما لقيت إلا كل صدق
مسكت سلة الفناجيل الي تركتها على المغسله وقلت بصوت ما فيه معنى: وراي شغلة قهوجي

وبديت أتمتم بصوت محد يسمعه إلا أنا، بس هو سمعه: أدرس طب وآخر شي أشتغل قهوجي

لكن قبل ما أرفع راسي له، سحب السلة من يدي وقال بعجلة: أنا بوديهم، محد بيقولي شي .. وانت انتظرني عند باب المخيم!

ابتسمت على لهجته اللطيفة وهزيت كتوفي
وكأني أقول إنه ما عاد فيه مجال أرفض
ابتسم وطلع من المطبخ

حسيت بشوية أمل كأن صالح جاء ينقذني من هالجو
وكأن وجوده ينور لي الطريق وسط الظلام
كانت بس تمشية بس بالنسبة لي ؟ كانت فرصة أهرب من كل هالمشاعر السلبية اللي حاصرتني

أنت مو من نسلنا !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن