صالح وعبدالإله بدوا يمشون،
كان صالح ساكت ويلعب بإصابعه بتوتر..
واضح إنه كان يفكر كيف يفتح سالفة.
اما عبدالإله حس بالتوتر اللي عنده،
فقرر إنه يبدأ يسأله عشان يكسر الجليد."وش فيك ساكت كذا؟" سأل عبدالإله.
صالح نظر للأرض وكأنها أحلى شيء في العالم، بس بعدين رد: "لابس أفكر في كذا شغلة."
عبدالإله ابتسم وقال:
"أقول خّل مخك معاي تراك انت الي جايبني.."جلسوا تحت السماء،
كان الجو هادي.
النجوم كانت تضوّي السماء مع قمرها،
وكل شيء حولهم كان يهدّئ أعصابهمبعد صمت غريب صالح قال: "تسمع معي أغنية؟"
عبدالإله رد بدون تردد: "ما أقول لا."
صالح حط السماعة في أذنه وشغل أغنية
مُلهم لعبدالعزيز المعنّى.الأغنية كانت تنقلهم لعالم ثاني.
عبدالإله حس بالكلمات تتغلغل في قلبه، وكأن الأغنية تتكلم عن مشاعر ما يحس فيها
وجود صالح جنبه كان يخلّيه يحس بأمااان غريب !
وكأنهم في عالم خاص بهم بعيد عن كل المشاكل اللي عاشهابعد ما انتهت الاغنيه الي كانت مدتها ٣ دقايق والي
بالنسبة لهم ثلاث ثواني..
كلهم ساكتين .. ودهم يتكلمون ويطلعون همّهم
بس كلهم أنزل لسالنهم للحظه،عبدالإله كان ساكت،
يفكر في كل شيء حوله،
صالح، اللي كان يحاول يفتح سالفة، طلع منه سؤال:
"كيف دخلت طب؟ يعني، هل يحتاج نسبة عالية وكذا؟"عبدالإله نظر لصالح وابتسم، كأنه لقى فرصة يتكلم.
قال: "والله، كان عندي طموح كبير .. نفس أني أرفع قدري قدام هذوليك - أشر على المخيم - وصح النسبة جدًا مهمة."صالح سمع الكلام واهتم، بعدين قال: "أنا كنت خايف من هالموضوع. شف عبدالاله هل أقدر أكون طبيب؟"
عبدالإله شجعه: "أنت قدها كل شيء يحتاج شوية صبر وعزِم
أهم شيء إنك تصدق نفسك."لحظة هالسوالف، حسوا إنهم أقرب لبعض،
وكأن النجوم حولهم تشاركهم ،
وتخلي الأمل يلمع في عيونهم.عبدالإله حس لما صالح سأله كان
كخشبة فتحت سد وراه مويه كثيرة.كانوا يسولفون أكثر وأكثر
صالح قرر يسند راسه على فخذ عبدالإله،
وكانت حركة طبيعية له.
عبدالإله حّس بشيء غريب، ووجه له نظره المستغرب " 🤨 "صالح رفع راسه وسأل بغرابة: "مو عادي عندك؟"
عبدالإله رد عليه: "بالعكس، عادي .. بس يعني صدمتني على طول سويتها."
صالح ابتسم، وكأنه مو معبر عن الموقف،
ورجع حط راسه على الفخذ مرة ثانية.عبدالإله، ما قدر يمسك نفسه،
بدأ يلعب بشعر صالح،
يحاول يخفف من التوتر اللي في الجو.
كانوا يتأملون القمر سوا"تصدق، القمر اليوم طالع حلو ." قال عبدالإله.
صالح هز راسه وبعدين رجع ناظر عبدالإله
وتنح فيه شوي..قرر يفتح موضوع أكثر جرأة.
قال بشويش: "عندك ميول للبنات؟"عبدالإله استغرب من سؤاله، وحس إن السؤال كان مفاجئ.
صالح حس إن السؤال كان قاسي شوية، فصحح لنفسه بسرعة:
"أقصد، يعني عندك حبيبة أو شيء؟"عبدالإله هز راسه بالنفي، وكأنه يقول: "لا ما عندي."
صالح فضّل إنه يستمر: "طيب وشرايك بعلاقة ولد مع ولد؟ هل تحسها طبيعية؟"
عبدالإله فكر للحظة، بعدين قال: " مدري .. أحبها .."
صالح نظر لعبدالإله وبعدين قال:
"لو اعترف لك ولد إنه يحبك، بترده؟"عبدالإله تفاجأ من السؤال، وحس إن قلبه ضرب بسرعة.
"وش تقصد؟" رد عليه.صالح رادًا عليه بعد تنهيده " ما أقصد شيء بس سؤال أشبك ؟"
حوم صمت غريب بينهم،
وكأن كل واحد فيهم كان يفكر في كلام الثاني.
كانت النجوم تتلألأ فوقهم، والجو صار مليان بمشاعر غير معروفة.فجأة صالح لف على عبدالإله،
ونظر له بجدية، وقال:
"عبدالإله، أنا أحبك."الكلمات وقعت كالصاعقة على عبدالإله،
وكأن الدنيا وقفت للحظة.
استغرب من صراحة صالحعبدالإله صار يلفّ في أفكاره.
تذكّر كل الأفلام اللي تابعها ، وكيف كان الأبطال يتصرفون بعد الاعترافات.
كانوا دائمًا يتبادلون البوسات .. أو يحضنون بعض ويضحكون،
وكل شيء كان يبدو سهل ومثالي.بس في واقعه؟ كل شي مختلف
حس بشيء غريب يخالجه
وكأن قلبه يجره لخطوة مالها تفكير
وبدون تفكير كثير،
مشى ورا قلبه وعطى صالح قبلة سريعة على شفته.صالح تفاجأ للحظة
وعيونه كبرت من الدهشة.
"وش تسوي؟" قالها بوضوح، لكن الابتسامة كانت مرسومة على وجهه.عبدالإله حس بشيء غريب،
وكأنه سوا شي مو طبيعي،
بس فنفس الوقت، كحس إن اللحظة كانت مميزة.
"آسف، بس ما عرفت كيف أتصرف!"
قالها وضحك وهو مستحي ..