كان يوم طويل، وعبدالإله تعبان بشكل مو طبيعي.
كان عنده شفت ليلي في المستشفى وكان يحس كأن الساعات تمشي بشويش.
من ساعة ما دخل، كان مشغول بكل شيء:
الفحوصات، والأشعة، وحتى جولات المرضى. كل مرة يخلص شغل، يحس إن التعب قاعد يذوب فيه أكثر.وبعد ما خلص من جولة المرضى،
قرر يروح للغرفة الخاصة بالأطباء.
جلس على الكرسي، وأخذ نفس عميق.
ساند راسه على الكرسي وجالس يفكر،
فجاءه سمع صوت جواله يرن.
كان صالح. "هلا صالح، وش فيك؟"صالح رد عليه بصوت مره خفيف، كأنه يحاول يحافظ على هدوء الجو: "هلا عبدالإله، وينك؟"
"في المستشفى، شفت ليلي وتعبااان." قال عبدالإله.
صالح تنهد: "إن شاء الله كل شيء كويس. ليش ما تآخذ لك بريك؟"
عبدالإله ضحك بمرارة: "ما يمديني عندي شغل وأعرف فيه مرضى يحتاجونا أحنا الممرضين. بس تعال، أنا أحتاجك حاليًا."
صالح: "سمّ جايك ..قاعد وين الحين ؟"
"في غرفة الإستراحة حقت الموظفين.. الدور الثالث اول ماتطلع من المصعد يمينك على اول باب قدامك.. بنتظرك."
بعد شوية، وصل صالح،
وكان لابس هودي دافي
دخل الغرفة، وشاف عبدالإله جالس على الكرسي ويلعب بالقلم
وعلامات التعب على وجهه.
صالح جلس جنبه وسأله: "تحس بأي شيء؟"عبدالإله هز راسه: "تعبان، بس عادي."
صالح قال: "لا تعود نفسك على التعب، خذ لك فترة راحة. اليوم عندك شفت طويل."
عبدالإله ابتسم: "أنا بس أحتاج اتكلم مع شخص يفهمني، يمكن يصير عندي طاقة."
صالح ابتسم وجلسوا يتكلمون،
وصالح بدأ يسولف مع عبدالإله عن كل شيء وأي شيء،
من أحداث يومه العادية إلى الأفكار العميقة اللي تدور في باله.
كانوا يضحكون أحيانًا، وأحيانًا يتكلمون بجدية.
الجو بينهم كان مليان شعور دافي.مع مرور الوقت، صالح بدأ يلاحظ إن عبدالإله جسمه بارد،
خصوصًا إنه كان يشتغل طول اليوم في المستشفى وما كان لابس ملابس دافية كفاية.
الدنيا كانت برد، والجو في المستشفى كان بارد أكثربدون ما يفكر كثير. وقف فجأة، وفصخ الهودي اللي كان لابسه ورماه على عبدالإله، وقال له وهو مبتسم:
"خذ، الدنيا برد، وانت مو متعود على هالجو."عبدالإله كان مستغرب شوي من الحركة، لكنه ما قال شيء،
أخذ الهودي وشاله، وكان يحس بالدفى بسببه وبسبب ريحه صالح العالقه فيه.